دكالة 24:بازغ لحسن
يجمع المؤرخون القدامى والجدد على أن الأمازيغ هم سكان شمال ايفريقا’لقد كانوا دائما في صراع ونضال مستمر للحفاظ على هده الأرض والذود عنها وهم بدلك يعدون من الأقوام الأصلية العريقة التي لم تتعرض للهجرة من أرضها ’بل ظلوا متمسكين بلغتهم وعاداتهم وثقافتهم الامازيغية إلى يومنا هدا ’وهو ماجعل كل بقعة من ارض شمال ايفريقيا يحمل اسما امازيغيا بل نجد كلمة “أمور “الوطن بالامازيغية هي الأصل في كل الأسماء التي سميت بها شمال إفريقيا .
“موريطانيا:موريتان “الوطن الشاسع إلى غير دلك من الأسماء حسب التحولات التي طرأت على مفهوم الاسم الذي يبدو واضحا أن له اشتقاقات “أمور “الوطن بالامازيغية وتدل كلمة امازيغ وايمازيغن على معاني الحرية والنبل والشرف ’وهي التسمية التي أطلقها ايمازيغن على أنفسهم أما كلمة البربر التي يصر البعض على إطلاقها واستعمالها فهي كلمة قدحية تدل على الاحتقار و الدونية لكل ماهو غير روماني ’كما تفيد الابحات العلمية التي قام بها متخصصون والتي استمرت أكثر من نصف قرن بان المغرب يعتبر من المناطق الإفريقية الأقدم سكانا في العالم ’بالرجوع إلى الحفريات التي ثم العثور عليها في جل أجزاء الوطن ’وتؤكد كذلك انطلاقا من مغارة هرقل ومرورا بتمارة وبقرب ضريح سيدي عبد الرحمان بالبيضاء إلى تخوم جبال الأطلس الصغير بالجنوب ’كلها تدل على أن الشعب المغربي الامازيغي كان موجودا خلال هده الفترة المسماة بما قبل التاريخ .
آما بالنسبة للفترة التي بدا فيها التاريخ والى ألان فان كتب المؤرخين وأطلال المدن كلها تفصح عن وجوده ’والفنيقيون والرومان والوندال والبزنطيون والعرب والبرتغال والاسبان والفرنسيون الدين تعاقبوا على زيارة المغرب شهود عيان على أن هده الأرض لم تكن خالية من السكان بل كان يقطنها شعب شجاع محب للحرية ومتشبث باستقلاله ذو حضارة متميزة وليس أناسا سلبيين متوحشين قابعين في الكهوف كما تقدمهم بعض المقررات الدراسية ’بناء على كل هده الحقائق أصبح من العبث اليوم البحث للامازيغ عن مواطن اصلية غير التي نشؤوا فيها مايقرب من الاف السنين ’او محاولة ارجاعهم الى غيرهم من الاجناس ’لانه كتب الكثير في هدا الباب ’ فالمؤرخون العرب يجزمون في العصر الوسيط أن الأمازيغ من أصل يماني وعلى نهجهم سار المنظرون للاستعمار الفرنسي في القرن الماضي فاخذوا ينهجون براهين على أن الأمازيغ من أصل أوروبي ’ولا تفوتوني الفرصة هنا دون أن ابدي الكلمة على أن كل نظرية من النظرتين تقف وراءها أحكام وحسابات ضيقة إيديولوجية لااساس لها من الصحة .
ثم من حقنا أن نتساءل لمادا الأمازيغ بالذات ؟ لمادا لايبحث عن مواطن أصلية للصينيين مثلا آو الهنود آو قدماء المصريين آو لليمنيين أنفسهم’كما يجب التذكير أن المغاربة كونوا رصيدا ثقافيا مهما بلغتهم الامازيغية وأنتجوا بها ’كما تلاقحت ثقافتهم بما يفد على بلادهم من ثقافات الشعوب الأخرى ’واستفادوا منها ووظفوها وأبدعوا بها دون أن يفقد دلك من هويتهم المتميزة ’فالثقافة اليونانية شارك فيها الامازيغيون بالكثير مثل الملك يوبا الثاني الذي اشتهر بعلمه وثقافته وبالخصوص على الطبيعة ’وتتحدث النصوص عن مكتبته ليبيكا ’كما كتب عدة كتب وبدلك كان اكبر المثقفين في شمال إفريقيا ’وفي عهد الرومان كتب العديد من الامازيغيين باللغة اللاتينية ’فعلى المستوى الفكري يمكن اعتبار “افولاي “صاحب الرواية المعروفة “الحمار الذهبي “”اسنوس اورغ ” نموذجا في هدا الباب وهي الرواية التي ترجمها الليبيون إلى العربية وتعد من روائع القصص العالمية ’أما على مستوى المسيحي نجد “دوناتوس “زعيم المذهب الدوناتي في شمال ايفريقيا ’والدي ألف كتابا اسمه “الروح المقدس “كما ألف القديس “اغوسطين ” كتاب مدينة الله ’وهده الكتابات لاتقرا في المغرب بل تقرا التي أتت بعد الإسلام ’لان وضعية التاريخ المغربي القديم في التعليم الرسمي مهمش وبشكل واضح مما نتج عنه جهل بعض المغاربة المتعلمين لتاريخهم ولفكر أجدادهم القدامى ’كما لايسعني إلا أن احيي بعض المثقفين والأدباء المغاربة في مختلف التيارات السياسية الدين تفهموا مطالب الحركة الامازيغية جيدا بأقوالهم وتصريحاتهم ومقالاتهم واذكر على سبيل المثال الدكتور المرحوم المنجرة الذي قال “لو أمكن لي أن اصرف مالدي من اللغات الأجنبية إلى الامازيغية لما ترددت دقيقة واحدة “أما الأستاذ محمد جسوس فيقول “إن المغرب يمشي على رجليه وينظر بعينين هما العربية والامازيغية فادا فقد أحداهما صار أعرج اوناقص البصر “.
المصدر : https://www.doukkala24.com/?p=5780