دكالة 24: متابعة
بعد مرور ثماني سنوات على مصادقة مجلس جامعة شعيب الدكالي على خلق المدرسة العليا للتكنولوجيا بسيدي بنور (وأنا عضو بذات المجلس)، فتحَت هذه المؤسسة أبوابها داخل أسوار كلية الآداب بالجديدة، في انتظار بناء مقر لها بسيدي بنور. وقد تم تعيين رفيقي مديرا بالنيابة.
انطلقت هذه المؤسسة من الصفر، مثلها في ذلك مثل باقي المؤسسات الجامعية المستحدثة في عهد الرئيس الراحل، أي بدون مقر وبدون إمكانيات مادية وبشرية.. لهذا، يمكن القول أن مهمة المدير بالنيابة لن تكون سهلة البتّة، وأنه سيكون بحاجة ماسة إلى طاقم منسجم يساعده في تسيير المدرسة ويعوّل عليه لانطلاقة جيّدة، خاصة وأنها تعتبر اللبنة الأولى لبناء نواة جامعية بسيدي بنور، المدينة الصغيرة التي طالما طالب سكانها بفتح مؤسسات جامعية بمدينتهم، تعفيهم من تحمل مصاريف دراسة أبنائهم بمدينة الجديدة أو بمدن جامعية أخرى.
وذات لقاء، أخبرني رفيقي بأن ضغط العمل بات يزداد يوما بعد يوم، وأنه أصبح في حاجة ماسة لمن يساعده، فاقترح عليّ أن أكون نائبا له.. وجدت نفسي بين المطرقة والسندان، مطرقة مساعدة رفيق لإنجاح التجربة، وسندان قناعتي وموقفي من تحمل المسؤولية الإدارية.
بعد أخذ وردّ، ومحاولات إقناعي دامت شهورا، ومشاورات بعض الرفاق، وافقت أخيرا على تحمل مسؤولية نائب مدير المدرسة العليا للتكنولوجيا، وذلك لاعتبارين اثنين:
الاعتبار الأول، هو إلحاح رفيقي وحاجته للمساعدة؛
الاعتبار الثاني، هو الانسجام مع ما كنت وما زلت أطالب به، بخصوص التعويضات التي يحصل عليها المسؤولون بجامعة شعيب الدكالي، سيَما عندما كنت عضوا في مجلس الجامعة ومجلس التدبير أو عبر كتاباتي. لذلك قررت خلق جمعية لدعم الطلبة المحتاجين بجامعة شعيب الدكالي، أحوّل إلى حسابها كل التعويضات التي سأحصل عليها من وراء هذه المسؤولية.
ومن أجل ذلك، طلبت من رفيقي بشعبة الرياضيات أن يتكلّف بهذه المهمة (كان على علم بكل تفاصيل الموضوع)، وأن يقوم بالإجراءات المطلوبة لخلق هذه الجمعية، في أفق توسيع رقعة المساهمين (من مسؤولين وأساتذة باحثين..) ورقعة المستفيدين (الطلبة الباحثين..)، خاصة وأنه استشهد لي بعدة تجارب مماثلة، ضمنها تجربة رائدة لجمعية بأكادير.
بعد أن أعطيْتُ الموافقة لتقلّد مسؤولية نائب مدير المدرسة العليا للتكنولوجيا، وقبل أن أتسلم قرار التعيين، كتبت مقالا مقتضبا حول تدشين الملك لمشروع بناء دار المسنين فوق أرض مجاورة لرئاسة الجامعة كانت مخصصة لبناء مكتبة جامعية متعددة الوسائط. وقد أحدث هذا المقال ضجة وسط الرأي العام الدكالي والجامعي، حيث أصدر المكتب الجهوي للنقابة الوطنية للتعليم العالي بلاغا في الموضوع، وسال كثير من المداد، ليتم إلغاء الزيارة الملكية، بعد أن كانت أشغال تزيين شوارع مدينة الجديدة على قدم وساق، ليل نهار.
وبعد توصلي بقرار التعيين، تقدمت برسالة شكر موجهة إلى رئيس الجامعة وإلى السيد مدير المدرسة العليا للتكنولوجيا على الثقة التي وضعاها في شخصي… ثم اعتذرت لهما عن قبول تحمل مسؤولية نائب المدير لأسباب موضوعية.
∗ عبد الحق غريب، كلية العلوم بالجديدة
المصدر : https://www.doukkala24.com/?p=3217