دكالة 24:
نبحر في هذه السلسلة طيلة هذا الشهر المبارك من خلال تناولنا لبعض أبرز اللحظات التاريخية والمحطات النضالية والمعارك الحامية التي وقعت في مثل هذا الشهر المعظم من السنوات الماضية يوما بيوم حيث تثير هذه الاحداث شهية الفضول المعرفي للاطلاع على وقائع تاريخية حاسمة نظرا لتداخل العديد من الأحداث الإسلامية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية … لعبت فيها شخصيات بارزة دورا أساسيا ، أحداث شاءت الأقدار أن تحصل خلال شهر رمضان .
وقد اعتمدنا في ذلك على مجموعة من المراجع والوثائق والمصادر… وكل رمضان وأنتم بخير…
إعداد: أحمد مسيلي
اليوم السابع والعشرون من رمضان
في مثل هذا اليوم من رمضان 92 ه وقعت معركة وادي برباط بين الجيش القوطي والجيش الاسلامي روى ابن خلدون في كتابه العبر “أن طارقًا أجاز البحر سنة 92 من الهجرة بإذن أميره موسى بن نصير في نحو ثلاثمائة من العرب، واحتشد معهم من البربر زهاء عشرة آلاف، فصيرهم عسكرَيْن: أحدهما على نفسه، ونزل به جبل الفتح، فسمي جبل طارق به، والآخر طريف بن مالك النخعي، ونزل بمكان مدينة طريف فسمي به، وأداروا الأسوار على أنفسهم للتحصن”. ويذكر صاحب “تحفة الأنفس” علي بن عبد الرحمن الهذلي “أن قتالاً جرى عند أو قرب جبل طارق، قبل معركة البرباط الرئيسة: “فاقتتلوا ثلاثة أيام، وكان على الروم “تُدْمير” استخلفه لذريق ملك الروم، وكان قد كتب إلى ذريق ليعلمه بأن قومًا “لا يُدرى أمن أهل الأرض، أم من أهل السماء قد وطئوا إلى بلادنا وقد لقيتهم فلتنهض إليّ بنفسك”.
كان الجيش القوطي يفوق الجيش الإسلامي مرات عديدة في القدر والعُدد والتنظيم والتدريب، وهو يحارب في بلد يعرفه وقريب من مصدر إمداده. لكن الجيش الإسلامي كان متفوقًا بالروح المعنوية، فكان هذا الجيش متماسكًا، قوي البناء شديد الاندفاع، مستعدًا للاستشهاد، وقد روى ابن حذاري في “البيان المغرب”: (كانت المعركة تزداد عنفًا في المجالدة، وقدم المسلمون كثرة من الشهداء، وكانت قلة منهم يركبون الخيل، بينما توفر لجيش القوط منها العدد الكبير، فخرج عليهم طارق بجميع أصحابه رجالة، ليس فيهم راكب إلا القليل، فاقتتلوا قتالاً شديدًا حتى ظنوا أنه الفناء” ويقول ابن الشباط: “فاقتتل المسلمون والمشركون ثمانية أيام قتالاً شديدًا، وصبر الفريقان صبرًا عظيمًا، ثم أنزل الله ـ عز وجل ـ نصره على المسلمين”.
يوم 27 رمضان 1383 ه / 1964 م بدأ الفاتكان يوحنا بول السادس يقوم بأول رحلة الى الأراضي الفلسطينية خلال زيارته أدان البابا يوحنا بول السادس الانتهاكات التي تقوم بها اسرائيل ضد أماكن اسلامي ومسيحية في الأراضي المحتلة مطالبا بهذا الشأن بوجوب اعطاء الفلسطينيين حقوقهم المشروعة ، واشتهر البابا بول السادس باصلاحاته الكبيرة في صرح البابوية وقد أقر البابا في الحادي عشر من فبراير من عام 1965 م امكانية انضمام البطارقة الشرقية الى مجمع الكرادلة كما أقر البابا أنهم يملكون حق التصويت لاختيار البابا والاشتراك في الاجتماع المغلق لاختياره ، وفي 5 من نونبر 1973 م رفع البابا بول السادس عدد الكرادلة الدين يحق لهم انتخاب البابا الى 120 .
البابا هو أسقف روما ورئيس الكنيسة الكاتوليكية بعدما كان اللقب يطلق في بادئ الأمر على جميع الأساقفة تم اقتصر تدريجيا على أسقف روما فقط ، ويتمتع البابا بصلاحيات أسقف روما وايطاليا وبطريارك الغرب ورئيس الكنيسة الكاتوليكية العالمية ، واعتبارا من نهاية القرن السادس مارس البابا سيادته على الأراضي التي أصبحت فيما بعد دولة البابوية ، ويتم انتخاب البابا بأغلبية الثلثين من أصوات أعضاء مجمع الكرادلة ، وله صلاحيات وسلطات كاملة وشاملة على الكنيسة الكاتوليكية ، واعتبر البابا بيو الرابع أطول من تولى منصب البابوية حيث بلغ 32 عاما انطلاقا من عام 1846 م الى 1878 م .
أغار الطيران الحربي الاسرائيلي يوم 27 رمضان 1404 ه / 1984 م على مدينة بعلبك شرقي لبنان وسقوط أكثر من مئة قتيل ، نفدت المقاومة اللبنانية سلسلة عمليات ضد جيش الاحتلال الاسرائيلي الذي ذهب لمواجهة موجة جديدة من العبوات العسكرية ، وتنتهك المقاتلات الاسرائيلية المجال الجوي اللبناني وغالبا ما تندد الأمم المتحدة بهذه الانتهاكات الجوية للخط الأزرق الذي رسمته الأمم المتحدة كخط للانسحاب الاسرائيلي من الجنوب اللبناني وكثيرا ما تسجل القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان الخروقات الاسرائيلية ضد القرى والمدن اللبنانية ، وقد لفتت القوات الدولية الانتباه بعد الانسحاب الاسرائيلي من الجنوب اللبناني الى أن اليونيفيل ليست على علم بأي شيء من قبيل تصريف معادلة منع الطلعات الاسرائيلية مقابل وقف المقاومة لاطلاق نيران مضاداتها في الوقت الذي تستمر فيه حالة الاستنفار في صفوف الجيش الاسرائيلي على الحدود الشمالية مع جنوب لبنان بشكل عام وعلى حدود مزارع شبعا بشكل خاص .
المصدر : https://www.doukkala24.com/?p=2937