دكالة 24:
يحتل شهر رمضان في نفس كل مسلم مرتبة مهمة نظرا لما له من أجواء خاصة عند الكثير من الأشخاص ، حيث يحاول بعضهم إدخال كل ما له علاقة بالشهر الكريم في أدق تفاصيل حياتهم اليومية ، لكن كيف يرى أهل الفن و الأدب و الثقافة و الرياضة و الصحة و الاعلام والفاعلين الجمعويين …. و غيرهم رمضان و ما الذي يفضلونه ؟ و كيف يقضون نهار رمضان ؟ عشرة اسئلة تطرحها صفحة رمضانيات دكالة 24 عليهم من خلال استضافتهم على مائدة افتراضية، حتى يتعرف القارئ عليهم من جوانب مختلفة ربما لا يعرفها احد.
- إعداد: عدنان حاد
العلام و الناشط الجمعوي الدكتور محمد صليح
– 23 –
د. صليح محمد ابن المرحوم الهاشمي صليح، رجل تعليم ومدير مدرسة الطبري سابقا، سياسي من اشتراكيي سنوات الرصاص ومعتقل سياسي أواخر السبعينات.
دكتور بيطري حاصل على شهادة الدكتوراه من اكاديمية البيطرة خاركوف اوكرانيا بميزة ممتاز كثاني واخر مغربي حصل على هذه الميزة الى يومنا هذا ، حاصل على عدة ديبلومات وشواهد كفاءة في الجراحة البيطرية وجراحة الخيول وكذا تسيير الضيعات و التوالد وكذا الفحص بالصدى و الفحص بالأشعة من عدة معاهد بفرنسا، المانيا، روسيا، بلجيكا، دكتور مؤطر لمركز تحسين نسل الخيول التابعة للشركة الملكية.
اما بخصوص العمل الجمعوي فاشتغل منصب نائب رئيس الجمعية الاقليمية للتبوريدة و تربية الخيول لمدينة سيدي بنور وكدا رئيس جمعية بن دبة سيدي بنور للتبوريدة و تربية الخيول الممثلة للمدينة في العديد من المهرجانات و المباريات الوطنية، مدير مهرجان سيدي بنور الكبير للتبوريدة وكذا فاعل جمعوي في مجال التأطير الاجتماعي و الاقتصادي بجماعة بوحمام.
- ما الذي يمثله رمضان بالنسبة لك في الطفولة و الآن ؟
رمضان أعتبره شهرا مقدسا يتيح لي الفرصة في توطيد العلاقة الروحية مع الله جل جلاله وتقوية الايمان، اضافة للعبه دورا كبيرا في لم شمل العائلة حول مائدة الافطار وبعدها في جلسات حميمية تذكي وتقوي أواصر العلاقات الاجتماعية.. في مرحلة الطفولة نقش هذا الشهر الغالي في ذاكرتي بطقوس خاصة أساسها المرح و الحرية تجلت فيها روح البراءة المنبعثة من علاقتي مع ابناء الحي إضافة لمحاولات ايجاد الذات الروحية بالمثابرة على صلاة الفجر و المغرب و العشاء التي لم اتذكر يوما أني تركتها جماعة بمسجد حي بام.
- ما هي أهم ثلاثة أمور تفتقدها في رمضان الحالي ؟
في ظل ظروف الحجر الصحي التي فرضها وباء كورونا ورغم استمراري في العمل كإطار طبي بيطري بطريقة عادية مع اتخاد كل الاجراءات و الاحتياطات اللازمة فقد اشتقنا أولا لممارسة شعائرنا الدينية بالمساجد، اضافة لافتقادنا لابواب المساجد المفتوحة طيلة ايام رمضان و التي اغلقت لاول مرة في ظل هذا الوباء ، دون اغفال اشتياقنا للجلسات الحميمية مع الاحباب و الاصدقاء بعد صلاة التراويح إما بالمقهى او بدعوات خاصة بالمنازل.
- كيف تتوقع رمضان في المستقبل على ضوء التغييرات و المستجدات المستمرة ؟
من اهم مبادئي في الحياة التفاؤل بمستقبل مشرق و التعامل بإيجابية في حدود وأظن ان العالم بأنظمته وعلمائه وترسانته التقنية و البشرية وكل فعالياته المجتمعية قادر على الانتصار على هذا الفيروس ومحاصرته لإعادة الحياة الى طبيعتها وبالتالي فرمضان مستقبلا سيكون اكثر تلذذا بالحياة وأكثر روحانية دون اغفال الجانب الايجابي الذي خلفه هذا الوباء و المتمثل في تحسين الوضعية البيئية بصفة عامة وعلاقة الانسان بنظافة محيطه بصفة خاصة.
- ماهي أجمل مواقف طفولتك في رمضان ؟
كنت مواظبا على صلاة الفجر مع اصدقاء طفولتي وبعدها نقوم بجولة في اغلب احياء مدينة سيدي بنور ونستمتع بالهدوء وبزوغ الفجر حتى شروق الشمس في ظل ضعف النمو الديمغرافي آنذاك بمدينة سيدي بنور و التي لم تكن تعرف اكتظاظا سكانيا وهذه اللحظات لازالت مرسومة في مخيلتي الى يوما هذا مع تذكر ملامح اصدقاء الطفولة الذين كانوا بمثابة اخوة واحييهم من هذا المنبر واخص بالذكر: بركات عثمان ، الاخوة انهيرش ، الشبابي ناذر ، المذهب سلمان ، فتح الله عبد اللطيف و اخرون.
- ما الذي تحب فعله قبل الإفطار ؟
انتظار لحظة اذان المغرب و القيام بأذكار المساء بالمسجد من اجل الاحساس بقيمة الصيام و التمتع بقداسة هذا الشهر الكريم.
- أهم ثلاث أكلات تفضل أن تراها على مائدة الإفطار ؟
الفطائر بكل انواعها ـ الحريرة الرمضانية ــــ حساء البورش Borsh الروسي.
- من هو الشخص المفضل لديك و تحب أن تدعوه لمائدتك ؟
- الوالدة بطبيعة الحال والتزم بالإفطار معها يوميا دون استثناء وقضاء بعض الوقت الغالي معها بعد الافطار.
- و لماذا؟
لأنها العشق الابدي.
- هل تتوقع رضى الجمهور عن برامج رمضان هذه السنة ؟
حقيقة، برامج التلفزة وصلت من الرداءة في الاداء ومن الفراغ في المضمون الترفيهي و التثقيفي ما هو كفيل بخلق جيل او اجيال فارغة اخلاقيا وفكريا، مع العلم أنها تخلق امتعاضا كبيرا لدووا المستوى الثقافي المحترم و الاخطر أنها تساهم في هدم والجام العقول البسيطة بمواضيع ركيكة، لتترك المجال للهواتف الخلوية في الاجهاز بالضربة القاضية على ما تبقى من أواصر العلاقات الاجتماعية.
- ما هو الشيء الطريف الذي وقع لك في رمضان و لازال عالقا بذهنك ؟
بأكاديمية البيطرة وفي احدى امتحانات اخر السنة ونظرا للبرامج الكثيفة و المرهقة ومساءا بعد عودتي من احدى المواد خلدت للراحة قبل صلاة المغرب ولم استفق حتى السادسة صباحا من اليوم الموالي لأكون بذلك صمت 48 ساعة، طريفة لن تمحى من مخيلتي ابدا.
وفي الاخير أود ان اتقدم بالشكر الجزيل لطاقم جريدة دكالة 24 على المجهودات الجبارة التي يقومون بها وعلى هذه البادرة الطيبة في هذا الشهر الكريم.
المصدر : https://www.doukkala24.com/?p=2815
