دكالة 24:
نبحر في هذه السلسلة طيلة هذا الشهر المبارك من خلال تناولنا لبعض أبرز اللحظات التاريخية والمحطات النضالية والمعارك الحامية التي وقعت في مثل هذا الشهر المعظم من السنوات الماضية يوما بيوم حيث تثير هذه الاحداث شهية الفضول المعرفي للاطلاع على وقائع تاريخية حاسمة نظرا لتداخل العديد من الأحداث الإسلامية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية … لعبت فيها شخصيات بارزة دورا أساسيا ، أحداث شاءت الأقدار أن تحصل خلال شهر رمضان .
وقد اعتمدنا في ذلك على مجموعة من المراجع والوثائق والمصادر… وكل رمضان وأنتم بخير…
إعداد: أحمد مسيلي
اليوم الثاني والعشرون من رمضان
عرف مثل هذا اليوم من عام 1334 ه / 1916 م مقتل لونكوفيتش الشهير براس بوتن ، دلك الرجل الذي سيطر على القيصر الروسي ، مما حدا بهذا الأخير إلى اتخاذ القرار بدخول الحرب التي كانت بمثابة طعنة جديدة وجهها لأبناء شعبه ، حيث أدرك الروس أنهم بانتظار مرحلة جديدة اشد قسوة وفقرا مما هم عليه ، لأن دخول الجيوش القيصرية تلك الحرب الكبرى يعني تعرض البلاد لمزيد من الذمار والخراب ، وقد كان لراس بوتن دورا كبيرا في اتخاذ القيصر لهذا القرار وتأثيره القوي على مجريات الأمور السياسية للشعب ، وبدت الكراهية في نفوس الروس اتجاه الكاهن راس بوتن وحدث فعلا ما كان متوقعا ، حيث خسرت الجيوش القيصرية في تلك الحرب خسارة فادحة ، وتعرضت البلاد لتدهور شديد في الأحوال الاقتصادية ، وأعلن العمال احتجاجهم وأضربوا عن العمل واعتبروا أن راس بوتن هو المسؤول الأساسي فيما أصاب البلاد من خراب وذمار ، ورغم موت راس بوتن فنار الغضب ضد السلطة القيصرية لم تنطفئ كما ازدادت حالة اقتصاد البلاد تدهورا بسبب الحرب وزادت معها حركة المعارضة وبقى الحزب الاشتراكي وحزب الأحرار يناضلان بقوة مما أدى بالفعل إلى قيام ثورة أطاحت بالسلطة القيصرية بروسيا .
يوم 22 رمضان لعام 1379 ه / 1960 م قوات الشرطة في جنوب إفريقيا ترتكب مذبحة ضد المتظاهرين في مدينة شار فيل سقط نتيجتها نحو 69 قتيلا خلال بضع دقائق بسبب إطلاق النار عليهم أثناء احتجاج سلمي على سياسة الفصل العنصري ، واعتقل مانديلا عام 1960 م على اثر مذبحة شار فيل ن وبعد الإفراج عنه عام 1961 م بدأ حركة مقاومة سرية اعتقل على إثرها من جديد ، وأدخل السجن بعدما تم الحكم عليه بخمسة سنوات ثم بالمؤبد بعد محاكمته بتهم أخرى ، ولم يغير مانديلا من موقفه السياسي وهو سجين في جزيرة روبل رافضا العروض التي قدمت له مقابل التخلي عن الحياة السياسية ، وقد كررت الأمم المتحدة إدانتها لقوات الفصل العنصري في جنوب إفريقيا ، وأكدت أنه لايمكن لأحد أن يتبنى موقفا محايدا في معركة ضد مثل هذه السياسة البغيضة ضد المواطنين الأفارقة ، ودعت المجتمع الدولي بأسره إلى عدم التخلي عن الكفاح ضد العنصرية ن وكثيرا ما اعتمدت المؤتمرات الدولية لمناهضة العنصرية إعلان برامج عمل للقضاء على العنصرية بجنوب إفريقيا .
توفي في مثل هذا اليوم من رمضان لعام 1384 ه / 1965 م أشهر وزراء بريطانيا ” تشرشل ” عن عمر ناهز 90 عاما ، ومعلوم أن تشرشل هو من قاد بريطانيا إلى الانتصار في الحرب العالمية الثانية وترأس الحكومة أكثر من مرة ، حصل على جائزة نوبل في الآداب عام 1953 م وعلى لقب فارس . ولد تشرشل في 30 نونبر 1874 م في قصربرنغهام في محافظة اقصر تشاور ببريطانيا ، تولى الوزارة عام 1940 م لمواجهة الخطر النازي بعد استقالة تشبرلين من رئاسة الحكومة ، وقد بدأ حياته العملية في الخدمة العسكرية في الهند وكوبا والسودان عام 1895 م وعمل مراسلا حربيا حيث تم أسره في حرب جنوب إفريقيا ، وبعد عودته انتخب نائبا عن حزب المحافظين في البرلمان وعقب أربعة سنوات انضم إلى حزب الأحرار ، وهكذا بدأ يتقلد مناصب رفيعة حيث تم تعيينه وزيرا للتجارة ثم وزيرا للداخلية فوزيرا للحربية عام 1911 م وبعدها عين وزيرا للذخائر الحربية والطيران ثم استلم وزارة المستعمرات بعد أن وضعت فلسطين تحت الانتداب الانجليزي عام 1920 م .
وقاد تشرشل بلاده منذ عام 1904 م في حربه مع ألمانيا . وبعد الحرب العالمية الثانية أرادت أغلبة الشعب البريطاني تطوير الوعي الجديد في السياسة الاجتماعية الجديدة وذلك باستهداف نظام اجتماعي كامل لخدمات صحية وطنية ، هذه السياسة أدت إلى قطع البريطانيين علاقاتهم بتشرشل حين انتخبوا حزب العمل بشكل غير متوقع ، ليحقق فوزا كبيرا وذلك بعد شهرين فقط من يوم النصر في أوربا ، وبذلك تتوقف حياة تشرشل السياسية بعدما أن غادر رئاسة مقر الحكومة البريطانية ، إلا أن حياته السياسية والعسكرية بقيت حاضرة في التاريخ البريطاني والأوروبي لإنشاء مؤسسات سياسية عالمية أكثر فاعلية تتبنى مبادئ الديمقراطية
المصدر : https://www.doukkala24.com/?p=2792
