دكالة 24:
نبحر في هذه السلسلة طيلة هذا الشهر المبارك من خلال تناولنا لبعض أبرز اللحظات التاريخية والمحطات النضالية والمعارك الحامية التي وقعت في مثل هذا الشهر المعظم من السنوات الماضية يوما بيوم حيث تثير هذه الاحداث شهية الفضول المعرفي للاطلاع على وقائع تاريخية حاسمة نظرا لتداخل العديد من الأحداث الإسلامية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية … لعبت فيها شخصيات بارزة دورا أساسيا ، أحداث شاءت الأقدار أن تحصل خلال شهر رمضان .
وقد اعتمدنا في ذلك على مجموعة من المراجع والوثائق والمصادر… وكل رمضان وأنتم بخير…
إعداد: أحمد مسيلي
اليوم التاسع عشر من رمضان
عرف مثل هذا اليوم لرمضان عام 1364 ه / 1945 م تأسيس البنك الدولي لإعادة الاعمار والتنمية ، وقد بدأ أعماله في المساعدة في اعمار أوربا بعد الحرب العالمية الثانية وهي الفكرة التي تبلورت خلال الحرب في بريطون و ودز بولاية يهوتشاير الأمريكية . كانت قيمة أول قرض له 250 دولار قدمه لفرنسا عام 1947 م للاعمار بعد الحرب ، حيث استمر الاعمار في أعقاب النزاعات موضوع تركيز هام لعمل البنك في ظل الكوارث الطبيعية والطوارئ الإنسانية واحتياجات إعادة التأهيل اللاحقة للنزاعات والتي كانت ترعى الاقتصاديات النامية والتي تمر بمرحلة التحول ، أما اليوم فلزيه ثروة متنوعة ومتعددة الاختصاصات تشمل خبراء اقتصاديين وخبراء في السياسة العامة ومختلف القطاعات وعلماء اجتماع ، ويعمل نحو 40 % من هذه الطوابق والمكاتب المختلفة المنتشرة في دول العالم .
في 19 من رمضان لعام 1368 ه / 1949 م استقلال اندونيسيا من الاحتلال الهولندي ، ففي عام 1945 م عقدت لجنة الإعداد للاستقلال باندونيسيا اجتماعا لها لوضع أسس للدولة المقبلة ، فاحتدم الخلاف بين القوى الإسلامية والوطنية حول أساس الدولة هل هو الإسلام أو اللادينية؟. في أثناء ذلك وضع سوكارنو ـ وهو أول رئيس لاندونيسيا بعد الاستقلال – المبادئ الخمسة (البانتشاسيلا) لتكون أساس وفلسفة الدولة ، وأنجزت اللجنة التساعية التي ضمت الزعماء الإسلاميين والوطنيين مهماتها في وضع ميثاق جاكارتا ، وتم التوقيع عليه في 22 من يونيو لعام 1945 م ، هذا الميثاق أصبح مقدمة لدستور سنة 1945 م بعد إلغاء جملة ” مع وجوب تطبيق الشريعة الإسلامية على معتنقيها “، وسبب إلغاء هذه الجملة هو صدور إنذار من الأقلية المسيحية بعد المشاركة في النضال لنيل الاستقلال إذا لم تحذف هذه العبارة .
شهد مثل هذا اليوم من رمضان 1399 ه / 1979 م انقلابا عسكريا في أفغانستان قتل فيه الرئيس حفيظ الله أمين ، وببراس كرمل يدخل كابول بدعم من القوات السوفياتية التي تجتاح البلاد ب 90 ألف جندي ، وقد دبر أول انقلاب عسكري بقيادة الجمال عبد القادر في عام 1978 م وأقام أول نظام حكم شيوعي لتياريه ” خلق ” و ” برجم ” برئاسة نور محمد طراقي لتبدأ بذلك مرحلة جديدة من تاريخ أفغانستان . حكم طراقي 16 شهرا كانت كلها مليئة بالاضطرابات ، وحين وصل إلى الطريق المسدود وظهر عجزه الكامل دبرت موسكو انقلابا دمويا استلم خلاله حسب الله أمين الحكم في عام 1979 م وبالرغم من كونه شيوعي بارز في جناح ” برجم ” إلا أن رفاقه اتهموه بالعلاقات مع واشنطن ، وقد قامت موسكو بتصفيته جسديا في إطار عملية عسكرية ضخمة سنة 1979 م واستلم خلالها الجيش الروسي الحكم في أفغانستان ، وفي اليوم الثاني نصبوا ” كرمل ” الذي كان يعيش في تشيكوسلوفاكيا مكانه، وبعد تفاقم الأزمة بين جناح ” خلق ” و ” برجم ” تم إقصاء كرمل عام 1986 م وتنصيب رجب الله رئيسا جديدا بدأ حكمه بسلسلة من التنازلات إلا أنه لم يستطع مواصلة الطريق ، حيث أعلن سنة 1992 م نهاية حكمه والشيوعية على يد المجاهدين الأفغان ، فلجأ إلى مقر الأمم المتحدة في كابول ليقتل بعد ذلك اثر دخول مليشيات المجاهدين الأفغان العاصمة معلنة انتصارها على الحكم الشيوعي .
في مثل هذا اليوم من رمضان لعام 1411 ه / 1991 م روسيا تشغل أول مرة مقعد الاتحاد السوفياتي في مجلس الأمن الدولي عندما أعلنت روسيا استقلالها عام 1991 م أرادت الحكومة التقدم في اتجاه السوق وليس السماح بكيل البضائع الأجنبية بالتدخل بهذا القدر على دولة غير مستعدة لذلك والتي تنتج بنفسها بضائع غير قادرة على المنافسة الأجنبية من حيث النوعية ، وبالرغم من تزايد المشاكل في عهد الرئيس بوريس يلسنغ ، فان روسيا استطاعت أن تحافظ وبنسبة كبيرة على قدراتها العسكرية كما تمت المحافظة على ثروات طبيعية ضخمة ، حيث أدرك الروس أخيرا أهمية الحرية والديمقراطية ونظام السوق . وبسبب سياسة ” البرتروكا ” التي اتبعها الرئيس غورباتشوف ، فان المواطنين السوفيات حصلوا على الحرية والعلنية كما أرسيت دعائم الديمقراطية وإصلاحات السوق في الاقتصاد ، فيما انتهت الحرب الباردة بسقوط الاتحاد السوفياتي . ومن المعروف أن الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة الأمريكية أنفقتا مبالغ باهظة من الدولارات في شأن التسابق على التسلح ، وفي الوقت نفسه لم يتمكن الاتحاد السوفياتي من توفير الاحتياجات البسيطة والعادية للمواطنين
المصدر : https://www.doukkala24.com/?p=2741
