دكالة 24:
يحتل شهر رمضان في نفس كل مسلم مرتبة مهمة نظرا لما له من أجواء خاصة عند الكثير من الأشخاص ، حيث يحاول بعضهم إدخال كل ما له علاقة بالشهر الكريم في أدق تفاصيل حياتهم اليومية ، لكن كيف يرى أهل الفن و الأدب و الثقافة و الرياضة و الصحة و الاعلام والفاعلين الجمعويين …. و غيرهم رمضان و ما الذي يفضلونه ؟ و كيف يقضون نهار رمضان ؟ عشرة اسئلة تطرحها صفحة رمضانيات دكالة 24 عليهم من خلال استضافتهم على مائدة افتراضية، حتى يتعرف القارئ عليهم من جوانب مختلفة ربما لا يعرفها احد.
- إعداد: عدنان حاد
الكاتب و الناقد الأستاذ الحبيب الدايم ربي
– 15 –
الحبيب الدايم ربي كاتب وناقد أدبي من المغرب من مواليد إقليم الجديدة سنة 1955 ، حاصل على:
– دبلوم الكفاءة التربوية من المدرسة العليا للأساتذة بالرباط و دبلوم مفتش بالتعليم الثانوي من المركز الوطني لمفتشي التعليم و دكتوراه في بنيات وأنساق الرواية العربية من جامعة محمد الخامس بالرباط.
اشتغل مفتشا رئيسيا من الدرجة الممتازة بوزارة التربية الوطنية – نيابة الجديدة أكاديمية جهة دكالة عبدة سابقا.
التحقت باتحاد كتاب المغرب سنة 1994 و قمت بتأطير عددا كبيرا من التداريب والورشات الخاصة بالتدبير الإداري والتواصلي وطرق التدريس، و حاضرت في جامعات مغربية منها:كلية آداب بنمسيك- الدار البيضاء، كلية الآداب ببني ملال، الكلية متعددة الاختصاصات بآسفي، كلية الآداب بالجديدة، كلية الآداب بمكناس، المدرسة العليا بمارتيل، المركز التربوي لمهن التربية والتكوين بالجديدة، كما تلقيت دعوات من جامعات عربية منها:كلية الآداب، جامعة قاصدي مرباح بالجزائر،كلية الآداب بقابس بتونس،كلية الآدب بجامعة القيروان بتونس،المجلس الأعلى للثقافة بمصر،الجامعة اللبنانية ببيروت،كلية الآداب بجامعة آل البيت بالأردن..
شاركت في ملتقيات فكرية وأدبية بالمغرب وخارجه(الجزائر، تونس، مصر، لبنان الأردن…) ، حاصل على:
جائزة إحسان عبد القدوس للرواية العربية، مصر،1996. وجائزة ناجي نعمان للإبداع سنة 2007.
وجائزة أحسن كاتب لسنة 2007 في الاستفتاء الصحفي الذي أجرته جريدة أصداء دكالة عبدة الجهوية.
أنشر كتاباتي في أهم المنابر المغربية والعربية المتخصصة:
فصول المصرية، الحياة الثقافية التونسية، الموقف الأدبي السورية، الناقد، المدى، ألواح ،الجزيرة، البيان (الكويت)، اليوم السابع، ألواح ، الآداب اللبنانية. الإمارات الثقافية .الخ.
– رئيس تحرير مجلة “شراع” سابقا.
– كاتب عمود أسبوعي بجريدة “أنوال” سابقا.
– كاتب عمود أسبوعي بجريدة “أخبار اليوم” المغربية.
– كاتب عمود نصف شهري بصحيفة “أصداء دكالة”.
– كاتب عمود أسبوعي بجريدة المساء المغربية.
- ما الذي يمثله رمضان بالنسبة لك في الطفولة و الآن ؟
بغض النظر عن كون رمضان شعيرة دينية فإن له دورا عظيما في بناء شخصياتنا و تشكيل مخيالنا الفردي والجماعي. فهو حالة حدية نختبر فيها مدى صلابتنا الداخلية ومدى انخراطنا في الكلية الاجتماعية. إنه التزام شخصي يشدنا إلى الجماعة ويعزز انتماءنا إليها. وهوبالتالي طقس قد يسمو بذواتنا إلى حيث يقترن تملك اللذاذة بالامتناع عنها. وقد تمثلَ لديّ صوم رمضان ، وأنا بعد طفل، كحالة من شأنها أن ترفعني درجة في العمر والمكانة. وهي الفيصل بين أن أظل مجرد صبي، بلا أدوار في الحياة، وأن أرتقي إلى مقام الرجولة والرشد. أما وأنا راشد الآن فإن شهر الصيام يحاول إعادتي إلى سيرتي الأولى حيث الصفاء والأحلام الصغيرة. أصومه، وجوبا وطوعا، كي أتحرر من أوزار لحقتْ بجسدي وروحي على امتداد العام.
إنه نقطة نظام أحاول من خلالها ترتيب فوضاي الداخلية وتجديد نسوغ الكينونة.
- ما هي أهم ثلاثة أمور تفتقدها في رمضان الحالي ؟
لعلها أكثر من أمور ثلاثة باتت مفتقدة. منها خفوت ذاك الوهج الذي كان يشع في القلوب والنفوس لدى الصائمين. لربما ما يزال بعض منه لدى الكثيرين لكننا لم نعد نبصره لتبلدٍ في الحواس أو بحكم العادة. ومنها ذلك الانتظار الجليل لصوت مدفع الإفطار أو صوت المؤذن معلنا صلاة المغرب ونهاية الإمساك. ومنها تلك البهجة التي كنا نستشعرها حين ننهض للسحور. على بساطة ذانك الإفطار والسحور. أما وأن يجتمع رمضان هذه السنة مع الحجر المنزلي، فقد غاب بين الأهل والأحباب، تقاسم الفرح والتزوار، والانتشار في الأسواق وأماكن العبادة آناء الليل و أطراف النهار.
- كيف تتوقع رمضان في المستقبل على ضوء التغييرات و المستجدات المستمرة ؟
أظن أن شعيرة الصيام ستظل هي هي، مادام في الأرض مسلمون. كما ستظل أوقات الإمساك والإفطار مصونة بالسنة والشهر واليوم والساعة والدقيقة. بيد أن طريقة صيامنا ستتغير بلاشك. وقد تغيرت بالفعل، من حيث تغييب مقاصد هذا الفرض الديني الهادفة إلى الفضيلة والتسامح والصفاء الروحي والجسدي. وهي قيم ما لم يتم إيلاؤها أهمية، في مسلك المنتسبين إلى الدين، فإن ما سيأخذ الصدارة في تدينهم هو الجوع والعطش والرياء لا غير.
- ماهي أجمل مواقف طفولتك في رمضان ؟
تبدو الطفولة للمطل عليها من جروف الكهولة جميلة، لكنها لم تكن كذلك قط في الواقع. فنحن جيل لم نعش طفولتنا كي نحكي عن جمالها. أو على الأقل لم نعشها كفاية. ولئن كان لي أن أتذكر موقفا فليكن ذلك الترصد للهلالين: هلال الصيام وهلال عيد الفطر، بعينين تصطادانه وهو يتخفى في أشعة الشمس الهاربة.
- ما الذي تحب فعله قبل الإفطار ؟
أحيانا يطيب لي قبل الإفطار أن أصعد سطح البيت لأرى الطيور العائدة إلى أوكارها وسط حمرة الغروب، كما لوحة تتوسل إلى من ينتشلها من غيابات العدم. وأحيانا أنشغل بمتأخرات في الكتابة والقراءة ظلت مرجأة، وأحيانا أنتظر صوت “الزواكة” فيما يشبه الكسل أهم ثلاث أكلات تفضل أن تراها على مائدة الإفطار ؟
- أهم ثلاث أكلات تفضل أن تراها على مائدة الإفطار ؟
لست أكولاً ولا ذواقة طعوم ، كما كان بابلو نيرودا. يكفي أن يكون فوق مائدتي القليل القليل كي اشتقّ منه كل الأكلات اللذيذات نكاية في الشرهين النهمين
- من هو الشخص المفضل لديك و تحب أن تدعوه لمائدتك ؟
كم أحب أن يقاسمني طعام الإفطار كل أصدقائي القدامى والجدد. إنه حلم ليس إلا
- و لماذا ؟
لأن الطعام مهما لذ لا يلذ إلا بتقاسمه مع الأحبة والأصدقاء
- هل تتوقع رضى الجمهور عن برامج رمضان هذه السنة ؟
بغض النظر عن كون إرضاء أذواق الجمهور غاية لا تدرك، فإن برامج قنواتنا، مع كل رمضان، تهوي إلى درك ما بعده درك. كأنها تبغي بذلك إفساد ما تبقى من ضوء في قتامة الوقت. ولكأن الشهر الكريم لدى من يبتزون الضحك من الصائمين هو شهر لتصريف التصفيات لا شهر فرح وعبادة.
- ما هو الشيء الطريف الذي وقع لك في رمضان و لازال عالقا بذهنك ؟
كل هفوة ننجو منها بجلودنا فهي بالنسبة لنا طرفة. وما أكثر هفواتي لذا فالصمت عن ذكرها أبلغ
المصدر : https://www.doukkala24.com/?p=2620