دكالة 24:
يحتل شهر رمضان في نفس كل مسلم مرتبة مهمة نظرا لما له من أجواء خاصة عند الكثير من الأشخاص ، حيث يحاول بعضهم إدخال كل ما له علاقة بالشهر الكريم في أدق تفاصيل حياتهم اليومية ، لكن كيف يرى أهل الفن و الأدب و الثقافة و الرياضة و الصحة و الاعلام والفاعلين الجمعويين …. و غيرهم رمضان و ما الذي يفضلونه ؟ و كيف يقضون نهار رمضان ؟ عشرة اسئلة تطرحها صفحة رمضانيات دكالة 24 عليهم من خلال استضافتهم على مائدة افتراضية، حتى يتعرف القارئ عليهم من جوانب مختلفة ربما لا يعرفها احد.
- إعداد: عدنان حاد
الفنان التشكيلي المبدع عبد الكريم الأزهر
– 14 –
عبد الكريم الازهر من مواليد 1954 بآزمور ، أعيش و أشتغل بآزمور خريج مدرسة الفنون الجميلة بتطوان (1979 – 1967 ) و بعدها تابعت المسار بأكاديمية الفنون الجميلة ببروكسيل بلجيكا (81 -79 ) و بعدها التحقت بأكاديمية لييج بلجيكا( 82-81 ) ، أقمت العديد من المعارض داخل الوطن و خارجه ، بكل من بلجيكا -فرنسا -تركيا -مصر -تونس -امريكا -ايطاليا -لبنان –البرتغال- الراس الاخضر …. و حزت على عدة جوائز
تنقلت بين مدن مغربية وعالمية شتى، لكن أزمور ظلت ببساطتها وتعددها الجغرافي وسحر أمكنتها التاريخية وطيبة أهلها واحتضانها للثقافات المختلفة وانفتاحها على الأطلسي، تمارس على مخيلتي سلطة ثقافية وجدانية، ومهما سافرت وابتعدت، تظل تشدني إليها، وتجذبني بسحرها الآسر. إنها تسكنني قبل أن أسكنها.
لقد وجدت فيها ذاتي، ووجدت ذاتها في وها نحن نتساكن، لنحول معا هذا العشق الأسطوري إلى منجزات فنية تستحضر المكان والزمان والتاريخ العبق الذي تظل روائحه تؤثث فضاءاتها (أزمور) والجغرافيا وسيرة الإنسان هنا.
- ما الذي يمثله رمضان بالنسبة لك في الطفولة و الآن ؟
رمضان هو تكسير للرتابة بإيقاع آخر نطالَب فيه بالتأمل والإدراك الحقيقي لأحاسيس الناس، بعيدا عن متاهات الانشغال بما هو ذاتي وخاص. إنه وحتى تكون السعادة مكتملة لا بد أن تحب للآخر ما تحبه لنفسك في السابق كانت هناك عادات نابعة من عمق الحاجة، للإنسان في صالح الإنسان بعيدا عما هو طبقي، بالتآزر في طقوس جميلة، تبتدئ انطلاقها من بداية ترقب الهلال، الذي ما أن يُعلن عن تبوث رؤيته حتى يبتدئ الجميع باحتفالية عارمة، فنلتم نحن الأطفال في فرحة عارمة، على إيقاع الطبل والنفير في تجوال نردد فيه عبارات مثل “تيريرا تيريرا هذا عام الحريرة”. وفي الأخير يجول الطبال بين الأزقة معلنا للساكنة اقتراب السحور وبعده يحل موعد الإمساك عن طريق طلقة مدفعية مدوية السحور لتكون ومع حلول الفجر نسمع موعد من طرف المرحوم باعمر الذي يعيدها مرة ثانية عند الإفطار. كان كل شيء بسيطا جميلا بمحبة صادقة.
الآن تغير كل شيء بتطور وسائل الإعلام، التي سهلت وقربت كل شيء، لكن ورغم ذلك لم يعد هناك وقت لظروف تغيرت بتطلب الحاجيات التي رغم توفرها لم يعد لها ذلك الطعم السابق، بانشغالات جديدة.
- ما هي أهم ثلاثة أمور تفتقدها في رمضان الحالي ؟
ما افتقده هو رمضان أزمور لأني أتواجد الآن بفرنسا، وافتقدت مرسمي بأزمور ،حيث اعتدت الاشتغال بغزارة في فهذا الشهر المبارك، لكن ورغم هذا فقد وجدت لنفسي مرسما أشتغل فيه لمحاربة كورونا في هذا الحجر، . افتقدت التنقل ما بين الأهل لمواصلة صلة الرحم في هذا الشهر المبارك
- كيف تتوقع رمضان في المستقبل على ضوء التغييرات و المستجدات المستمرة ؟
رمضان هذا العام استثنائي بسبب وباء كورونا الذي أرغم الجميع على الحجر الصحي، حيث أصبح التحرك محدودا، وخاصة ما هو مهم عندنا، كعادة الخروج بعد الإفطار للتراويح وزيارة الأقارب ولقاء الأصدقاء للإمتاع والمؤانسة. وأعتقد أن الأمور لن تتغير كثيرا، سيعود الحال إلى عهده السابق إن شاء الله.
- ماهي أجمل مواقف طفولتك في رمضان ؟
– أجمل مواقف طفولتي صحبة أقراني، هي تلك الفرحة التي كنا نقضيها قبل الإفطار ما بين العصر والمغرب، في التنقل للفرجة فيما تقدمه “الحلاقين” التي كانت تقام بفضاء أزمور قرب سيدي المخفي جانب قيصارية الأثواب.
- ما الذي تحب فعله قبل الإفطار ؟
أقضي النهار مشتغلا في مرسمي من بداية الصباح إلى الظهر، وقبل المغرب أقوم بحصة رياضة بالتمشي حتى بحر الحوزية والعودة في انتظار الإفطار.
- أهم ثلاث أكلات تفضل أن تراها على مائدة الإفطار ؟
السمك، الحريرة والشباكية.
- من هو الشخص المفضل لديك و تحب أن تدعوه لمائدتك ؟
أي ضيف يمكن أن يكون مرغوبا فيه سواء حل من تلقاء نفسه أو بدعوة مني
- و لماذا ؟
بكل بساطة لأن إكرام الضيف واجب
- هل تتوقع رضى الجمهور عن برامج رمضان هذه السنة ؟
قد يكون الجمهور راضيا بتعوده على التفاهات بسبب الإعلام الذي لا يسعى الارتقاء بمشاهديه واحترامهم، عن طريق برامج متنوعة وجادة تساير التطور. فهنا احتقار وتدن يطغى على المشهد بوجود محتشم للقليل مما هو جاد ومحترم.
- ما هو الشيء الطريف الذي وقع لك في رمضان و لازال عالقا بذهنك ؟
الطريف هو أننا وأثناء عودتنا قبل السحور إلى منازلنا نحن الشباب، كنا نقرع أبواب السكان ونهرب، دون أن نستثني منازلنا
المصدر : https://www.doukkala24.com/?p=2599