تجارة الملابس المستعملة “البال” في تزايد مستمر

Ahmed Massili
أقلام حرة
30 يناير 2020آخر تحديث : منذ 5 سنوات
تجارة الملابس المستعملة “البال” في تزايد مستمر

شنّت تجارة الملابس المستعملة أو ما يعرف بـ “البال” منافسة شرسة على نظيرتها المتعلقة بالملابس الجديدة داخل الأسواق ، إذ أضحت أكثر انتعاشا و استقطابا للزبناء، و لعل ذلك ما يعكسه تحول أرصفة الأسواق اليومية و وسط المدينة بل و حتى بعض الشوارع و الأزقة إلى متاجر مشرعة لعرض شتى أصناف هذه  الملابس، نظرا للإقبال المتزايد عليها بحكم ملاءمة أثمنتها للقدرة الشرائية لسكان المدينة حيث تبدو زهيدة بالمقارنة مع أثمان الملابس التي تعرض بواجهات القساريات و المحلات التجارية “الإقبال على الملابس المستعملة راجع إلى تراجع أثمانها الذي يرتبط أساسا بوفرة العرض” يقول أحد تجار هذا النوع من الملابس.

فملابس “البال” لم تعد حكرا على أفراد الأسر الفقيرة و ذات الدخل المحدود الذين يتخذونها أساسا لكسوتهم، بل باتت تحظى باهتمام كل الشرائح و الفئات المجتمعية إذ أصبح بعض موظفي و اطر الإدارات العمومية و  القطاع الخاص بل و بعض المنحدرين من أسر ميسورة ينافسون فقراء و معوزي المدينة من أجل الظفر ببذلة أو معطف أو لباس داخلي بأبخس الأثمان، و لعل ذلك ما يترجمه حجم و أنواع السيارات التي ترسوا بالمساحات المجاورة لمحلات و أسواق بيع هذه الملابس “ما بقاش غير الفقرا اللي كيتكساو من البال را كاين حتى اللي لباس عليهم كيجيوا يتقداو من هنا –في إشارة إلى محلات هذه الملابس – حينت بعض المرات بنادم كيصادف شي لبسة سينيي بثمن قليل” تقول إحدى زبونات هذه التجارة.

و بات واضحا أن تجارة الملابس المستعملة قد تطورت بشكل كبير داخل أسواق المدن، و ذلك بالنظر إلى ارتفاع عدد ممارسيها و كذا الفضاءات التي باتت تشتهر بها، إذ في الوقت الذي كانت ترتبط فيه ببعض أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج و الذين كانوا غالبا ما يحولون مرائب مساكنهم إلى محلات لبيع المتلاشيات و الخردة بما فيها هذه الملابس، أصبحت مرتبطة بالسماسرة الذين دأبوا على شراء الخردة و إعادة بيعها بالتقسيط، قبل أن تتحول إلى تجارة حرة لكل العاطلين الذين لم يسعفهم الحظ في الظفر بفرصة عمل داخل سوق الشغل.

و لعل ما يعكس –أيضا- تطور هذه التجارة هو انتشارها بعدد من محلات و أرصفة السوق اليومي و بعض محلات القساريات و وسط المدين فضلا عن مجموعة من الشوارع و الأزقة بعد أن كانت تقتصر على اسواق بعينها.

وtéléchargement 10 - دكالة 24téléchargement 9 - دكالة 24téléchargement 8 - دكالة 24 رغم الانتشار الواسع لتجارة الملابس المستعملة بأماكن عديدة في المدن إلا أن الأسوق ذات الطابع القروي تبقى من أهم الفضاءات التي تزخر بهذه التجارة، حيث تتحول إلى معرض أسبوعي متخصص يقصده عشاق هذا النوع من الملابس من شتى الفئات العمرية و الطبقات الاجتماعية .

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

error: Content is protected !!