رمضانيات دكالة 24 :  أحداث ساخنة في شهر رمضان – 6 –

Ahmed Massili
تقافة و فنون
30 أبريل 2020آخر تحديث : منذ 5 سنوات
رمضانيات دكالة 24 :  أحداث ساخنة في شهر رمضان – 6 –

دكالة 24:

نبحر في هذه السلسلة طيلة  هذا الشهر المبارك من خلال تناولنا لبعض أبرز اللحظات التاريخية والمحطات النضالية والمعارك الحامية التي وقعت في مثل هذا الشهر المعظم من السنوات الماضية يوما بيوم حيث تثير هذه الاحداث شهية الفضول المعرفي للاطلاع على وقائع تاريخية حاسمة نظرا لتداخل العديد من الأحداث الإسلامية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية … لعبت فيها شخصيات بارزة دورا أساسيا ، أحداث شاءت الأقدار أن تحصل خلال شهر رمضان .

وقد اعتمدنا في ذلك على مجموعة من المراجع والوثائق والمصادر…  وكل رمضان وأنتم بخير . 

  إعداد:   أحمد مسيلي

اليوم السادس من رمضان

في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك لعام 532 ه الموافق للسابع عشر من شهر ماي للعام الميلادي 1138. وثب جماعة من الباطنية على الخليفة العباسي الراشد بالله أبو جعفر حين توجهه إلى همذان وقتلوه. ولقد بويع له بالخلافة بعد مقتل أبيه في شهر ذي القعدة عام تسعة وعشرين للهجرة. وكان الخليفة العباسي الراشد بالله هذا فصيحاًُ، أديباً، شاعراً، شجاعاً، سمحاً، جواداً، حسن السيرة يؤثر العدل ويكره الشر. ولما عاد السلطان مسعود إلى بغداد، خرج هو إلى الموصل، عندما أحضروا القضاة والأعيان والعلماء وكتبوا محضراً فيه شهادة طائفة بما جرى من الراشد من الظلم. وأخذ الأموال. وسفك الدماء. واستفتوا الفقهاء في من فعل ذلك هل تصح إمامته. وهل إذا ثبت فسقه يجوز لسلطان الوقت أن يخلعه. ويُستبدل خيراً منه، فأفتوا بجواز خلعه. وحَكم بخلع {قاضي البلد} آنذاك أبو طاهر ابن الكرخي. وبايعوا عمّه محمد ابن المستظهر. ولُقّب {المكتفي بأمر الله} وذلك في السادس عشر من شهر ذي القعدة عام ثلاثين للهجرة النبوية الشريفة، وبلغ الراشد الخلع، فخرج من الموصل إلى بلاد أذربيجان وكان معه جماعة من الرجال، مضوا إلى همذان وأفسدوا بها وقتلوا جماعة وحلقوا لحى جماعة من العلماء ثم مضوا إلى أصبهان، فحاصروها ونهبوا القرى

وفي اليوم السادس من رمضان لعام 1368 ه الموافق 1949 م , رئيس وزراء إسرائيل  يعلن نقل عاصمة إسرائيل إلى القدس الغربية ، وقد عمل رئيس الوزراء ديفد بن غوريون فور توليه منصبه الجديد عام 1948 م على توحيد العديد من المنظمات التي كانت متواجدة آنذاك في قوات واحدة وأطلق عليها اسم قوات الدفاع الإسرائيلية كما عمل على تشجيع الهجرة اليهودية إلى إسرائيل حتى وصل عدد المهاجرين قرابة المليون من أوربا الشرقية وغيرها ، عاد ديفد بن غوريون إلى الحياة السياسية مرة أخرى أوائل عام 1955م قبل أن يحل محله وزير الحرب بنحان زاغون الذي لم تدم رئاسته طويلا بسبب الاستقالة من منصبه ، وبنهاية السنة المذكورة شنت إسرائيل هجوما عسكريا بالتعاون مع القوات الفرنسية والبريطانية على مصر عام 1956 م بما عرف باسم العدوان الثلاثي وذلك بعد قرار الرئيس جمال عبد الناصر تأمين قناة السويس .

في مثل هذا اليوم من عام 1373 ه الموافق لسنة 1959 م تم انتخاب ماكاريوس كأول رئيس للجمهورية القبرصية ، وقد أصبحت قبرص منذ استقلالها عن بريطانيا عام 1960 م مسرحا للمواجهات الدامية بين المجموعتين اليونانية والتركية في الجزيرة أدى إلى نشر قوات حفظ السلام عام 1964 م وشهدت السنوات التي سبقت الانقلاب انقساما في المجموعة القبرصية اليونانية إلى مجموعتين متنافستين  ، وقد أدى انقلاب دبره المجلس العسكري الذي كان حاسما في اليونان عام 1974 م إلى الإطاحة بالرئيس القبرصي ماكاريوس مما مهد إلى اجتياح تركيا الذي أدى بدوره إلى انقسام الجزيرة القبرصية المستمر منذ ذلك التاريخ وحتى الآن .

عرف اليوم السادس من رمضان عام 1401 ه / 1981 م إعلان إسرائيل ضم هضبة الجولان السورية التي احتلتها سنة 1967 م. ويمتد إقليم الجولان السوري على مساحة 1860 كلم مربع في الزاوية الجنوبية من سوريا يحده من الغرب فلسطين المحتلة ومن أشرق واد الرخال الذي يصله بمحافظة زرعة ومن الشمال لبنان والجنوب الأردن ، ففي 1981 م أنشأت إسرائيل  فوق ركام القرى المهدمة بالجولان  32 مستوطنة يعيش فيها حوالي 16 ألف مستوطن وفي يوم 14 / 12 / 1981 م اتخذ الكنيست قراره بتطبيق قوانين إسرائيلية على الجولان وفي 17 من نفس الشهر أصدر المجلس الدولي بالإجماع قراره عدد 497 الذي أكد فيه أن قرار إسرائيل ضم الجولان لاغ وباطل وليس له أي أثر قانوني ، وطلب المجلس من إسرائيل بإلغاء قرارها فورا كما أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الطارئة التاسعة عام 1982 م القرار 272 رفضت فيه الضم الجائر وأكدت أنه يشكل تهديدا مستمرا للسلام والأمن وكعادتها رفضت إسرائيل كل القرارات الدولية وأبت تنفيذها .

شهد مثل هذا اليوم من عام 1408 ه / 1988 م إعلان رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات أن إسرائيل لها الحق في العيش بسلام ورغم الانتقادات التي وجهها عرفات ضد السياسة الإسرائيلية وذلك بقيامها بأعمال القتل والاغتيال والتفجير التي ينفذها جيش الاحتلال ورفضه للتوسع في المستوطنات الإسرائيلية .

وفي يوم 6 رمضان 1415 ه / 1995 م تم توقيع اتفاق دايطون للسلام بين البوسنة والهرسك  في باريس حيث شهد عام 1992 اندلاع الحرب في البوسنة والهرسك اثر انهيار يوغسلافيا الفيدرالية ، وقد دامت الحرب نحو ثلاث سنوات ونصف أدت إلى تهجير المدنيين على أساس عرقي من أراضيهم ، وقد بلغ مدى التهجير ما يقارب مليون و 200 ألف مدني والدين شكلوا نحو 4/1 من عدد السكان في الدولة . ووقعت الصيغة العامة لاتفاق السلام بين  أطراف النزاع في باريس وهو الذي عرف باتفاق دايطون للسلام كان من نتائجه أن وضع حدا للصراع الدائر لأجل إقامة دولة البوسنة والهرسك التي تشمل وجود تيارين فيدرالية كرواتية مسلمة وجمهورية كردية ، وقد ضم الاتفاق عدة ملاحق الخاصة بالقضايا المدنية والعسكرية والآليات الكفيلة بتطبيق عمل للاتفاق وفقا للمادة السابعة من ميثاق دايطون للسلام فانه يحق لجميع اللاجئين والمهجرين العودة لديارهم الأصلية واستعادة ممتلكاتهم التي فقدت خلال الحرب أو التعويض عنها في حالة أن مثل هذه الممتلكات يستحال إعادتها جراء الدمار وغيره ، وقد ألزم الاتفاق أطراف النزاع على الأحد بعين الاعتبار سلامة اللاجئين خلال العودة .

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

error: Content is protected !!