دكالة 24:
يحتل شهر رمضان في نفس كل مسلم مرتبة مهمة نظرا لما له من أجواء خاصة عند الكثير من الأشخاص ، حيث يحاول بعضهم إدخال كل ما له علاقة بالشهر الكريم في أدق تفاصيل حياتهم اليومية ، لكن كيف يرى أهل الفن و الأدب و الثقافة و الرياضة و الصحة و الاعلام والفاعلين الجمعويين …. و غيرهم رمضان و ما الذي يفضلونه ؟ و كيف يقضون نهار رمضان ؟ عشرة اسئلة تطرحها صفحة رمضانيات دكالة 24 عليهم من خلال استضافتهم على مائدة افتراضية، حتى يتعرف القارئ عليهم من جوانب مختلفة ربما لا يعرفها احد.
- إعداد: عدنان حاد
الأستاذ محمد بومهالي
– 5 –
- ما الذي يمثله رمضان بالنسبة لك في الطفولة و الآن ؟
الطفولة دائما مرتبطة في أذهان الكبار بالحنين والفقد بصرف النظر عن الظروف التي مر بها المرء في تلك المرحلة. فسواء ولدت وفي فمك ملعقة من ذهب أو من علقم. الأمر سيان. والسبب كامن في أننا يستحيل أن ننظر إليها بنفس الوعي الذي عشناها به .
في الطفولة أحن الى أشياء كثيرة ، أحن إلى أمي وهي تعد الحريرة بدءا بمنتصف النهار وحتى مغيب الشمس فتدعوني كي أقيس مدى ملوحتها!
أحن إلى لمة العائلة والى حكايات الوالد رحمه الله المستلهمة من ساحة جامع الفنا بالحمراء حيث قضى بها طفولته وشبابه، أحن إلى بساطة أهل قريتنا الوديعة وورعهم … وتواضع أحلامهم… واليوم ما الذي تبقى من تلك الوداعة والبساطة والورع ؟ كل شيء تبخر… الكبار حين كنا صغارا رحلوا وفي فراغات رحيلهم نما زَغَبُ فَقْدٍ كبيرْ:ّ
- ما هي أهم ثلاثة أمور تفتقدها في رمضان الحالي ؟
– افتقد عش الأسرة وقد هجره صغاره حين كبرت أحلامه وطاروا وتفرقوا في رحاب الدنيا يبنون أعشاشهم الخاصة!
– أفتقد حريرة أمي ودبيب خطواتها وهي قادمة نحوي كي توقظي في الهزيع الأخير من الليل كي أتسحّر.
– أفتقد طقوس شهر كامل من الفرح يختتمه الكبار بيوم عيد بالمسجد أوله صلاة جماعية تثلوها أحاديث ودية بينما نكلف نحن الصغار بحمل أطباق الفطائر وأباريق الشاي المنعنع الى خلوتهم الصاخبة …
- كيف تتوقع رمضان في المستقبل على ضوء التغييرات و المستجدات المستمرة ؟
ولأن التحول سنة الحياة وقانونها السرمدي، لن يعود رمضان كما كان ولن يكون كما هو كائن، فالبساطة حلت محل التعقيد واللامبالاة مكان الالتزام والصرامة ، ولن أستغرب غدا إن ذبلت فرحة رمضان وطقوسه كما تذبل وردة من فرط العطش ، ولا لوم في ذلك على أحد، فهل تلام وردة على غياب المطر؟
تلك سنة الله في خلقه إلى أن يرث الأرض ومن عليها.
- ماهي أجمل مواقف طفولتك في رمضان ؟
ورغم ذلك فإني إن كنت واثقا من هذا فتمة شك ظل يساورني فأجدني أقول: أحقا تغيرت أجواء رمضان أم أنا من تغيرت ؟ لم أجد لهذا السؤال من جواب قاطع . قد كبرت ولكني ما زلت أذكر صومي الأول وكأنه حدث البارحة لأنه كان نصف يوم خيط بنصف يوم آخر ! وقد اعتقدت وهذا من غرائب ما حدث معي طفلا أن الأيام تخاط كما يخاط الثوب!
- ما الذي تحب فعله قبل الإفطار ؟
ماتزال ذكرى ذاك اليوم عالقة في ذهني، ما تزال صورة محيا أمي والفرحة بادية عليه وهي تلح أن أساعدها في إعداد مائدة الافطار لتدعم صمودي … ومن يومي ذاك وأنا اليوم أشعر بالفرح وأنا أضع اللمسات الأخيرة على مائدة الافطار دقائق قبل الآذان، فيشعرني ذلك بفرح لا يوصف
- أهم ثلاث أكلات تفضل أن تراها على مائدة الإفطار ؟
في وسط المائدة قدر الحريرة وحولها إبريقان واحد للشاي والآخر للحليب هذه ثوابت والبقية لا مانع عندي إن تغيرت
- من هو الشخص المفضل لديك و تحب أن تدعوه لمائدتك ؟
أمي أول من أفضل الفطور بحضرته بعد رحيل الوالد وإن تعذر، بعض الأهل والأقارب أو الأصدقاء واذا اجتمعوا جميعا كان ذلك أفضل.
- و لماذا ؟
لأن رمضان ارتبط في وعيي بلمة الأهل والأحباب كما لو كان عيدا يمتد على مدى شهر كامل
- هل تتوقع رضى الجمهور عن برامج رمضان هذه السنة ؟
– لكن مع الأسف، دخل بالأمس بيننا صندوق العجب وبعده النقال كما يدخل الفيروس الجسم فيصيبه بالسقم والحمى، فالأول يصيب ببرامجه التافهة الشخص بالبله، والثاني يفرق بين الأهل ويباعد وإن اجتمعوا…
- ما هو الشيء الطريف الذي وقع لك في رمضان و لازال عالقا بذهنك ؟
– لقد بتنا نترحم على زمن كنا هناك في قريتنا لا نعرف فيه دخول شهر رمضان إلاّ بمراقبة الهلال.
وقد حدث ذات يوم أن تعذر رؤيته فأصبح الناس صيام إلى أن جاءهم ظهرا من المدينة مسافر قد أفطر ففطروا وعيدوا!
المصدر : https://www.doukkala24.com/?p=2319