دكالة 24:
بعدما شعر بِحرّ اللدغة التي أصابت ذيله، طلع علينا الأستاذ ” خطاف لبلايص” بخرجة على الفضاء الأزرق الذي يعطي لهذا النوع من الكلاب الجوّاسة حق النباح على أسيادها من الشرفاء، مُدّعية كونها عارفة بالخبايا و الأسرار، والحال أن السر فيه كامن والعيب فيه راسخ والكلام على أفعاله وممارسته المشينة أضحى حديث مجالس سائقي الطاكسيات الشرفاء الذين تأهبوا لكشف من يتطفل على مهنتهم ويخطف أرزاق أبنائهم، ألا يعلم “خطاف البلايص” أن سوأته أصبحت على مرمى حجر، وأن رائحة ابتزازه للتلاميذ أضحت تزكم الأنوف، هل أصبح المعتوه -بقدرة قادر- يتطاول على أسياده الشرفاء الذين تفخر بهم منظومة التربية والتكوين. ألا يعلم”خطاف لبلايص” أننا نشفق عليه، ولوضعه واعتباره المادي والاجتماعي الذي جعله يمتهن سبع صنائع، ألا يدرك “خطاف لبلايص” أننا ندرك حق المعرفة أن قلبه قلب أرنب، وحاله حال هائم ضل الطريق، وأنه للشفقة والإحسان أقرب من المواجهة، وأن شرفه زائف، وتهوره زائل، ومروءته ناقصة، وكلامه مجرّح، فهل يعطي الدروس ويقدم الحكم والنصائح من لا شرف له؟؟
هل نسي “خطاف لبلايص” يوم نادى في أساتذة المؤسسة طالبا راغبا ومتوسلا ” خليو ليها الثالثات راها كتخلص التريتات” في إشارة واضحة إلى السلوكات الابتزازية في حق التلاميذ وإرغامهم على الساعات الإضافية بمسكنه الشخصي، في ضرب سافر لحقوق المتعلمين ولجيوب أسرهم.
ألا يعلم “خطاف لبلايص” أن المثل الشعبي المأثور “كارِي حَنْكو” أصبح يدل عليه وينطبق على أفعاله، فهو لا يترك أي جمعية من جمعيات أمهات وآباء وأولياء أمور المتعلمين سمع عن عقد جمعها العام التأسيسي أو التجديدي إلا وحضرها رغم أن لا علاقة له بها، لممارسة هواية التشَمشيم والسمسرة.
و بالمناسبة اِرتأينا أن نوضح مضمون هذا المثل الشعبي حتى تعم الفائدة لدى القارئ ويترسخ هذا النعت لصاحبنا”خطاف لبلايص” يُحكى أن قصة المثل الشعبي المأثور “كاري حنكو” تعود إلى ممارسة كانت سائدة لدى حرفيي الدباغة بالمدن العتيقة، حيث كان يُستعمل قشر ثمار الرمان في دباغة الجلود، وفي تثبيت ألوان الصباغ، وكان الدبّاغون يشترون كميات كبيرة من الرمان من الحقول، ويضعونها قرب محلاتهم، فينادون في المارة بعبارة: “أكاري حنكو”، أي من يريد أكل حبات الرمان بالمجان، وتخليصهم منها، لتبقى لهم قشور الرمان خالصة، فيستخدموها في الدباغة” ، وهذا المثل، للأسف، أصبح اليوم منطبقا على ” خطاف لبلايص ” الذي اختلط عليه الحابل بالنابل، و صار يستغل الفضاء الأزرق لنشر أباطيل ما أنزل الله بها من سلطان، فضاعت الحقيقة بين حبات الرمان.
و نقول له من لازال قاصرا على التمييز بين التاء المربوطة والمبسوطة، فعليه أن يربط لسانه، ويهتم بتكوين ذاته لغويا.
يتبع
المصدر : https://www.doukkala24.com/?p=21796