دكالة 24:
في مملكة العقلاء، ظلت فكرة انتحار بعض فصائل الحيوانات موضوعًا شائعًا، حيث أطلق عليه تسمية “الكآبة الانتحارية”، وتبقى السِّمَة المشتركة بين هذه الفصائل … أنها حين تختلط عليها الأمور تسير سير الأعمى نحو الانتحار.
ويُحكى في الأثر – ولا يخفى ما للأثر من حكم وعبر- أن هناك سمات مشتركة بين بعض فصائل الحيوان والبشر، حتى أن العاقل والملاحظ الفَطِنَ، بالكاد يستطيع التمييز بينها.
فقد لاكَتْ أَلْسُنُ دكّالة العامِرة، حكاية قرد البابون الأبله، الذي يعيش هذه الأيام عدوى الكآبة الانتحارية – عافانا الله وإياكم من شر الكآبة ومن عدوى البَلَهِ –
ويحكى – والعهدة على من وعى وعاشر فصيلة القردة – أن قردنا الأبله هذا، ظل معروفا بين عشيرته، أنه تعلَّم على كِبَرٍ، فَفَطِن أنّ للدفاعِ على عشيرته وجهان، وللصراخ مَقصِدان، لِيُورِّثَه ذلك تقلُّبا حادا في المزاج، فهو لا يستقر على رأي، ولا يَرْكُنُ لصديق، ولوكان كلبا جوّاسا، ولا يغضب إلا لمصلحة، ولا ينتصر إلا لقريب مُقَرّبٍ، حتى أنه لا يأبه لشكوى وغيرَة ِعشيرة، ولا يَكتَرِثُ لرأي، ولا لهَمْز ولا لَمْز ولا غمز…
ويروى أنه لما غضب غضبته الانتحارية، انتصارا لذوي القربى، وتمويها لعشيرته من المقربين، فَرَّ الكلب الجوّاس مُهرْوِلا، وتركه قائما يعض على شفتيه، ويحسب كل صيحة عليه ….
المصدر : https://www.doukkala24.com/?p=21098