دكالة 24:
في مملكة العقلاء، ظلت فكرة انتحار بعض فصائل الحيوانات موضوعًا شائعًا، حيث أطلق عليه تسمية “الكآبة الانتحارية”، وتبقى السِّمَة المشتركة بين هذه الفصائل … أنها حين تختلط عليها الأمور تسير سير الأعمى نحو الانتحار.
ويُحْكى – والعهدة على الراوي- أنّه في زمننا الحاضر، ظهرت قصّة غريبة في أخبار دكالة العامِرة، وهي أنّ كلبًا أسودا جَوّاساً – وهو نوع من كلاب الصيد المُهجَّنة – قد خرج إلى الوجود نتيجة حدوث تزاوج غير شرعي بين سُلالتين: سلالة الكلاب اللاّهثة التي تتناسل في البِرَكِ والمستنقعات، وتقتات على القُمامة والفُتات – عافانا الله وإياكم- وتطمر رأسها في التراب عند استشعار الخطر. وسُلالَة الكِلاب الضّالة، التي يختلط عليها النُّباحُ بالنّهيق، واللّيل بالنّهار، والعدو بالصديق، وتَعُضُّ ذيلَها عضّا عند استشعار الخطر…
كلْب الجوّاس المُهجّن، لا يُتّخذ حارسا للبيوت ولا حاميا للديار، فهو لا يُؤتمَن جانبه، ولا يُعْتدُّ بصراخه، ولا يَنصُر مظلوما، ولا يدفع خطرا … فهو إلى فصيلة الضِّباع أقربُ، ومَكْرِ الثّعالب أنْسبُ… إذ سرعان ما تَنْتُنُ رائحتُه، فيَزْكُمُ الأنوفَ، وتعَافُهُ النّفوسُ …
كما يُحكى – والعهدة على من شاهد وسمع ووعى – أنه يعيش هذه الأيام كآبة انتحارية، والمعلوم عن هذه الفصيلة، أنها تنتحر بطرق شتى، وأشكال عِدّة، …
المصدر : https://www.doukkala24.com/?p=21093