دكالة 24:
إذا كان الإنصاف دعامة أساسية في مسلسل الإصلاح التعليمي الطويل العريض المستمر أبدا، فإن من البديهي أن تصدح حناجر المتدربين بالتنسيقية الجهوية لأطر الإدارة التربوية بسلك الإدارة التربوية لجهة الدار البيضاء- سطات. الفرع الإقليمي بالجديدة- فوج 2022/2023، محتجة ومطالبة بشيء مقبول مسلم به ومحكوم بمشروعيته: الإنصاف بالتخرج بالدرجة الممتازة، ومطالب أخرى إلزامية تنصفها من الحيف الذي طالها بعد اتفاق 14 يناير 2023.
إن هذا التغريد مطلوب وإيجابي لمنظومة التربية والتعليم وخيرها، لأن في تحسين ظروف وسياقات عمل المورد البشري تحفيز لدافعية التغيير والتطوير المهني، كما أن هذا الاحتجاج الذي وحد المتدربين على قلب رجل واحد، أو بالأحرى على قلب تنسيقية وطنية واحدة، لم يكن ضربا من الترف أو العبث اللامعقول، أو أن مقاطعة استيفاء المجزوءات كانت شكلا من أشكال التكاسل اللامقبول ، ولكن هذه الأطر بفضل خبراتها الممتدة وأقدميتها ومشاريعها المستقبلية في قلب النهوض بالمؤسسات التعليمية، تدرك أن تحقيق المطالب لا يرضي طموحات أشخاص فحسب، أو يوفر مصلحة فردانية لمورد بشري معين، ولكنه توفير إيجابي لشروط مرضية نسبيا، تسهم في توفير مناخ إيجابي للممارسة المهنية، و تحقيق فعلي لسياقات مقبولة من أجل الاستمرار في البذل التربوي والعطاء والأداء المهني الذي تقتضيه سياقات الإصلاح ومشاريعه.
وإذا كان الأداء مقوما مستقبليا أساسيا في تقييم ترقية المورد البشري بل وشرطا ضروريا لتحصيلها. وفق ما تنادي به الاستراتيجيات والخطط والبرامج. فإن ما يلزم به المشرع هذا الإطار المتدرب بعد التخرج، من مهام ومسؤوليات ومشاريع، يجعل هذا الأداء في أعلى مراتب الفاعلية والعطاء. وهو ما يستلزم جعل الترقية متناسبة وموازية لما يتم تقديمه من لدن هذا الإطار، من جهد مضاعف وخدمات ومهام لا تتناهى. بل إن هذه الترقية التي يناضلون من أجلها هي أيضا ليست ترفا باذخا أو امتيازا، يتفوق على ما تتوفر هذه الفئة من كفاءة وأقدمية وتجارب وحنكة، تباع وتشترى بالذهب في بورصة المورد البشري . إن قامت لهذه البورصة قائمة في يوم ما .وذلك لأن هذا الإطار قد رضي بكل المخاطر بدءا بالمناصب الجديدة التي يمكن أن تجعله يكابد ويلات التعيينات المجهولة. وانتهاء بغرقه الذي يحتمه تغييب الحركية بين الأسلاك. مذعنا بكل وطنية وضمير حي لكل المسؤوليات المتعدة اللامتناهية.
ولما كانت الغاية نبيلة وكان الصف موحدا، فقد سجلت الأيام الأولى، وإلى هذه اللحظة التي تكتب فيها هذه الكلمات، انخراطا جل المتدربين في سلك الإدارة التربوية دون استثناء. في مقاطعة استيفاء المجزوءات بنسبة 100%. والانخراط في تنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين جهة الدار البيضاء-سطات تحت شعار ” لا للقرصنة” ” لا للقهقرة” يوم 3 فبراير على الساعة العاشرة صباحا وفق ما تم الإعلان عنه في البيان الأخير 01/02/2023.
المصدر : https://www.doukkala24.com/?p=20315