دكالة 24:سميرة بودركا
تعاني أسرة أحد الجنود المغاربة الذين ضحوا من أجل استقلال البلاد ، و تحولت حياتهم الى شبه جحيم نتيجة تعنت أحد الأشخاص الذي شاءت الأقدار أن يكتري له الجندي المرحوم مأدونية أنعم عليه بها عاهل البلاد تكريما له و لما قدمه لوطنه ، هذا الشخص تنكر لليد التي مدت له ، و حول حياة أسرة الجندي المرحوم الى حياة كلها متاعب و تعاسة …
بداية الحكاية أن أحد الجنود معطوبي الحرب (أ.ب) من سيدي بنور بعد ما تكرم عليه عاهل البلاد بمؤدونية رخصة سيارة اجرة من الصنف الاول نقطة انطلاقتها مدينة الجديدة وبعد ما استأجرها لاحد السائقين بسومة كرائية شهرية لا تتعدى 1300 درهم لمدة ستة سنوات من غشت 2010 الى نهاية يوليوز 2016 .
و بعد ما أصبحت الظروف الصحية لهدا الجندي صاحب المؤدونية لا تسعفه بالإضافة الى ان جل أبناءه العشرة كلهم عاطلين عن العمل حيث طالب السائق المكتري باسترجاع مؤدونيته بناء على انتهاء مدة العقد ، هذا الطلب قوبل بالرفض من طرف المكتري و كان على الجندي التوجه للمحكمة من خلال ملف رقم 6/379 التي انصفته ابتدائيا بتاريخ 29/05/2017 وتم تأييد الحكم استئنافيا بتاريخ 04/12/2017 .
في هدا التاريخ ستعرف هده القضية منعطفا جديدا حيث استصدر محامي المشتكي حكم ارجاع الرخصة لصاحبها و تحميل المدعي عليه سائر مصاريف الدعوة تحت طائلة غرامة تهديدية قدرها 100 درهم عن كل يوم تأخير ، و رغم كل هدا امتنع السائق على تنفيد الحكم … و رغم بعض الشكايات التي تم توجيهها للقسم المعني بالمؤدونيات بعمالة اقليم الجديدة و الدرك الملكي و وزارة الداخلية و محاولة تنفيد الحكم … غير أن كل هده الاجراءات اصطدمت بتعنت السائق الدي يدعي معرفته بجهة نافدة … .
و بعد غصة كبيرة و حسرة في نفسية الجندي الدي افنى زهرة عمره خدمة للوطن و الدي وجد نفسه في اخر ايام حياته غير قادر على انتزاع حقه ، وفي الفترة الزمنية التي كان بصدد تنفيد الحكم السالف الدكر و بسبب “الحكرة والفقسة” اصيب بسكتة قلبية مفاجئة تركت صدمة كبيرة و سط اسرته و معارفه.
بعد وفاته خاضت ارملته شوطا جديدا من المتاعب بين وزارة الداخلية بالرباط و عمالة اقليمي الجديدة و سيدي بنور التي اصبحت تطالب باستصدار و تحويل المؤدونية باسمها و التي استجابت لها وزارة الداخلية شريطة احضار الرخصة السابقة .
وبعد عدة محاولات تمكنت الأرملة في 11/03/2022 من الالتقاء بالسائق في محطة الطاكسيات بجماعة اولاد غانم و مرة اخرى يرفض امام الملأ و في تحد لكل القوانين و الاعراف ارجاع الرخصة موضوع النزاع ، و الغريب في الامر انه لا يؤدي السومة الكرائية مند سنة 2019 .
و من الطرائف المضحكة المبكية في الموضوع ان كل مخالفات السير التي تسجل ضد السائق تأتي الى بيت الهالك صاحب الرخصة مما يزيد في تعقيد الوضع المادي امام ابناءه العاطلين عن العمل و ليس لهم أي معيل .
توصلت ارملة الهالك يوم 11 مارس 2022 بإشعار بضرورة اداء واجب مخالفة السير على الطرقات ، فتوجهت هده الاخيرة رفقة اخت الهالك و احدى بناته الى محطة الطاكسيات بجماعة اولاد غانم الشيء الدي لم يستسغه السائق الدي يعتبر نفسه شبه المالك الشرعي للرخصة و تهجم عليهن حيث مارس عليهن عنف لفظي كونهن نساء مما دفعهن بالاستنجاد بافراد القوات المساعدة الدين أخبروا عناصر الدرك الملكي بأولاد غانم الدين حضروا الى عين المكان و اقتادوا الجميع الى مركز الدرك لتحرير محضر في الموضوع .
من خلال تصريح ارملة الهالك تبين ان السائق لم يكن يتوفر عن أي وثيقة اثناء مطالبته بذلك من طرف عناصر الدرك الملكي الدين سمحوا له بالانصراف من اجل احضار الوثائق تبين في الاخير أنه لا يتوفر على شهادة الفحص التقني مند مدة طويلة و كدا نهاية صلاحية البطاقة الرمادية التي لازالت في اسم الهالك صاحب الرخصة حيث امر قائد المركز باحتجاز سيارة الاسرة الى حين تسوية الوثائق .
في الوقت الذي كانت تعتقد فيه الأرملة أن الأمر سيجد طريقه للحل ، تفاجأت بالسائق يسترجع السيارة و يمارس مهامه بشكل عادي ، الأمر الذي طرحت معه الارملة و باقي أفراد الأسرة علامات استفهام ،موجهة نداءها الى كل الجهات المعنية و كذا وزارة الداخلية و عامل اقليم الجديدة بانصافها ، و وضع حد لمعاناتها و أفراد أسرتها ، باسترجاع المأدونية و تطبيق القانون في حق السائق .
- سميرة بودركا :رئيسة الجمعية البنورية لمناهضة العنف ضد النساء بإقليم سيدي بنور
المصدر : https://www.doukkala24.com/?p=16006