دكالة 24:من انجاز :اميمة لكنيزي
الحي البرتغالي يعتبر جوهرة معمارية تراثية بمدينة الجديدة التي خلفها الاستعمار البرتغالي، وتعود إلى القرن 16 م والتي صنفت في 30 يونيو 2004 ضمن التراث العالمي الإنساني من قبل منظمة اليونسكو باعتباره تراث مغربي مشترك مع دولة أخرى ونظرا لأهميته البالغة التي يتوفر عليها من تاريخ عريق يحمل في طياته أحداث كبرى ضاربة في القدم.
يقع الحي البرتغالي بمدينة الجديدة التي تعتبر كشبه جزيرة حيث يطل عليها المحيط الأطلسي من كل الاتجاهات وتقع نسبيا في الشمال الغربي قرب نهر أم الربيع، ويتموقع بالجهة الجنوبية للحي البرتغالي محطة الحافلات ومن جهة الشمال ورش للصناعة وصيانة السفن وميناء، وتقع البوابة الرئيسية للحصن بالجهة الشرقية أما من جهة الغرب تقع على المحيط الأطلسي مباشرة.
التسمية :غالبا ما تتغير أسماء المواقع عبر الزمن ومن هذه الأسماء التي طرأت عليها هذه التغيرات نجد مازيغن التي حملت أسماء متعددة عبر تاريخها:
- سميت في العهد الروماني باسم”روزيس” وسميت أيضا بالبريجة نسبة لبرج الشيخ الذي كان مقرا للمتصوفة.
- مازيغن أو الحي البرتغالي المشتق من الأمازيغية “أمازيغن” الواردة في المصادر منذ القرن11 م، فنجدها بالبرتغالية “MAZAGAO” أما بالإسبانية “MAZAGAN” – “MAZAGON “، وحملت اسم الحصين المعروف اليوم بالمسقاة البرتغالية والتي حاول البرتغالين هدمها وتخريبها عند طردهم منها.
- سميت بعد البرتغاليين “بالمهدومة” لما لحق بها من دمار وخراب.
- الجديدة بعد أن أعاد السلطان ترميمها، وفي عهد الاحتلال الفرنسي أعيدت تسميتها بمزيغن كما كان يسميها البرتغاليون وبعد الاستقلال أعيدت تسميتها بالجديدة.
- تاريخه:
أنشأ الحصن البرتغالي من طرف البرتغال كمستوطنة سنة 1502، وما بين 1510-1514 بنى المهندسين فرانسيسكو ودييغودي اروادا ، وتوسع هذا الحصن ليشمل مرافقه المكونة له على يد المهندس الإيطالي بنتودير افينوا ما بين 1541- 1548 وتحولت إلى قلعة على إثر طرد السعديين للبرتغاليين من اكادير وآسفي ، وأزمور1541 وفي عهد الغالب بالله كانت محاولة لطرد البرتغاليين وذلك بإرساله لابنه المتوكل على رأس الجيش وكاد أن يقتحم الحصن إلا أن إغراء البرتغالين لعبد الله الغالب بقدر كبير من المال جعله يتخلى عنه حال دون فتحه، بالإضافة إلى محاولات أخرى لفتحه جاءت من فئة المجاهدين كان أبرزهم المجاهد العياشي الذي كان اتصاله بدكالة مند 1578 م لما قام شيخه أبو حسون بتوجيهه للجهاد ضد نصارى مازيغن غير أن جميع مخططاته الجهادية باءت بالفشل بعد أن وشى زيدان بهذه المخططات للبرتغاليين انسحب إلى سلا وترك وراءه مساعده سيدي إسماعيل لاستكمال الجهاد دون أن يفلح هو الآخر في فتحها.
ولم تقتصر هذه المحاولات على العهد السعدي بل عرفها أيضا العهد العلوي مع المولى اسماعيل العلوي الذي كرس مجموعة من الجهود لتحرير الثغور وما كان واقعا تحث النفوذ البرتغالي وضلت مازيغن تحت النفوذ البرتغالي إلى حدود 1769 بعد حصار دام شهرين تمكن سيدي محمد بن عبد الله من تحريرها بشكل سلمي لكن الحاكم خان العهد فقام بتفجير الأسوار وبقيت مهجورة لمدة خمسين سنة حتى أعاد تعميرها مولاي عبد الرحمان بن هشام وأطلق عليها إسم الجديدة.
- مآثره التاريخية:
يتضمن الحصن البرتغالي على مجموعة من المآثر تتوزع كما يلي:
- المسقاة: تسمى بصهريج مازيغن تقع وسط الحصن تعود إلى القرن 15، تتكون من 25 عمودا محمولة عليها قبابها، وخصصت في بداية الأمر لتخزين المؤونة والأسلحة وتحولت فيما بعد لتخزين مياه الأمطار التي كان يستفيد منها السكان، إذ تعتبر من الروائع الهندسية المعمارية البرتغالية تتوسطها فتحة كبيرة دائرية يدخل منها الضوء، الهواء وكذلك مياه الأمطار.
حسب ما رواه المرشد الذي يوجد بالمسقاة البرتغالية أنها اكتشفت أثناء قيام أحد سكان الحي توسيع دكانه، إذ انه كسر الجدران فغرق الحي كله بالماء واكتشفوا أن هناك سقاية تعود إلى العهد البرتغالي بالمكان.
- الأبواب: يتوفر الحصن على ثلاثة أبواب:
- الباب الرئيسي
- الباب الصغير سمي بباب البقر ذلك لكون الدواب والمواشي كانت تخرج منه.
- باب البحر من جهة رسو السفن.
- الأسوار: تحيط بالحصن مجموعة من الأسوار بجميع جهاته مجهزة بالعديد من المدافع التي يتم استخدامها عند الحاجة لرد الهجمات سواء البحرية أو البرية.
- معبد اليهود
- كنيسة
- مسجد واحد توجد صومعته على البرج
- أربع زوايا دينية من بينها الزاوية التجانية والقادرية
- المؤهلات الاقتصادية
تحتضن القلعة البرتغالية بين أسوارها 340 منزلا وحوالي 36 منزلا منه في ملكية الأجانب أو تحولت إلى ” رياضات”.
وأغلب ساكنة هذه المنازل من دكالة والتي توفر مصدر رزقها من النشاط الاقتصادي القائم على:
التجارة: يوجد داخل الحصن البرتغالي حوالي 50 متجرا يمارس أصحابها انشطة مختلفة نذكر منها ” البزارات” التي تتوفر على كل ما هو تقليدي موروث من الماضي ( الحلي، الزرابي ، المنحوتات…) والتي تجدب السائح نظرا لجماليتها ورونقها المتميز بالإضافة إلى توفره على مجموعة من المرافق منها الفنادق المقاهي…
السياحة: فنظرا لما يتوفر عليه الحصن البرتغالي من مآثر تاريخية فهي تحضى باهتمام آلاف السياح المغاربة والأجانب والذين يتوافدون عليها خاصة خلال فترة الصيف وذلك لما تحمله من معالمها التاريخية وبناياتها من منازل وكنائس وأزقة من حضارة والتي تعود فترات ضاربة في التاريخ.
خلاصة القول إن الحي البرتغالي أو الملاح باعتباره معلمة من المعالم التاريخية بالمغرب قد شكل جسرا للتواصل بين حضارتين مختلفتين الأوربية والمغربية وجسد تاريخ عريق يحمل في ثناياه أبعاد ثقافية إلا أنه رغم ذلك تعترضهم عدة صعوبات خاصة في السنوات الأخيرة على مستوى البنيات نتيجة غياب تنسيق بين جل الفعاليات وذات الاهتمام رغم مجموعة من العبارات كإنشاء جمعية الحي البرتغالي التي تقوم بعبارات مختلفة رغبة في خلق نوع من الدينامية داخل الحي البرتغالي وليس هذا المشكل الوحيد فقط بل تنضاف إليه عدة مشاكل من بينها تراجع عدد الزائرين إلى غير ذلك من الصعوبات التي تتراكم سنة تلو الأخرى.
المصدر : https://www.doukkala24.com/?p=12556