من غرائب ملفات الاجرام :”تقطع أدني طفل رغبة في الزواج و المحكمة تدين المتهمة بخمسة سنوات سجنا نافدا “الحلقة الأخيرة

doukkala24
قضايا و حوادث
12 مايو 2021آخر تحديث : منذ 4 سنوات
من غرائب ملفات الاجرام :”تقطع أدني طفل رغبة في الزواج و المحكمة تدين المتهمة بخمسة سنوات سجنا نافدا “الحلقة الأخيرة

دكالة 24: عدنان حاد

تقع بين الفينة و الأخرى جرائم غريبة ، تهز الرأي المجلي و معه الوطني ، و يبقى الجهاز الأمني العنصر الأساسي في الكشف عنها و عن تفاصيلها ، و من بين أغربها اخترت لكم ملف جريمة كلها اثارة و مغامرة …

انتظرت فاطمة طويلا لكي يطرق أحد باب أسرتها طالبا يدها للزواج ، فكان أن نفد صبرها وصارت تبحث عن وسيلة تخرجها من عنوستها التي أصبحت تمثل لها كابوسا في حياتها ، لدرجة أن تفكيرها ينصب ليل نهار في وضعها والسبب في عدم ظفرها بفارس أحلامها رغم ما تتوفر عليه من محاسن ، هذه الأفكار قادت فاطمة القاطنة بتازارين بزاكورة ، إلى عالم آخر تتوخى من ورائه تحقيق مبتغاها انه عالم الشعوذة .

تضع ثقتها في الفقيه وتستأصل أدني طفل

سألت فاطمة كل النساء اللواتي تعرفهن حول إمكانية الزواج ، وعن الطرق الممكن سلكها لإزالة العكس و تكسير مسار العنوسة ، فكان أن وصل إلى علمها بقدرة احد الفقهاء بالمنطقة على حل جميع مشاكلها و جعلها تنعم بالزواج في اقرب الآجال و كذا تمكنها من الإنجاب . لم تجد فاطمة بدا من الذهاب إلى الفقيه ، حيث طالبت منه فك لغز عنوستها و إبطال كل السحر و العكس الذي يلاحقها و بالمقابل ستدفع له كل ما يطلبه منها دون تردد ، تصرف وجد فيه الفقيه فرصة سيتمكن من خلالها من الحصول على مبالغ مالية هامة ستساعده في تغيير أوضاعه الاجتماعية و هو الذي يعيش باحدى القرى  يتحين الفرص لاستجماع المال و الرحيل إلى المدينة ، لذلك وافق على طلبها مبديا استعداده و قدرته على تحقيق أحلامها ، و انه ذائع الصيت في الإقليم بخصوص جلب الغائب و الحبيب و إبطال السحر و قضاء الحاجة …

اطمأنت فاطمة لقول الفقيه و أعجبت بقدراته في الشعوذة ، معتبرة أن خلاصها من عقدة الزواج سترى الفرج مع الفقيه الذي طالبها بإحضار ادن طفل لا يتجاوز سنه سبع سنوات ، وليس ادن أي طفل بل طفل “زوهري ” ، لم تفكر فاطمة كثيرا فيما طلبه الفقيه و لم تعر للموضوع أية أهمية لان العنوسة فعلت فيها فعلتها ، لذلك قضت المرأة أسبوعا بالقرية باحثة عنأطراف أدني طفل زوهري دون السابعة، لم تمل من البحث في المنطقة و جوارها  إلى أن وجدت احد الأطفال تتوفر فيه المواصفات التي طلبها الفقيه ، ويتعلق الأمر بالطفل (أ) الذي تعرض لاعتداء عنيف من طرف فاطمة فقد على إثره  طبلتي أدنيه رغم صراخه و توسلاته لها ، في حين كانت الفرحة و السعادة تتربعان على قلب فاطمة التي وجدت في الأمر أهمية بالغة نحو تحقيق حلمها في الزواج و الإنجاب ، لذلك سارعت في لقاء الفقيه قصد تسليمه المطلوب مع مبلغ مالي وهي تلح على الإسراع في فك عنوستها .

وقوع فاطمة في قبضة العدالة

عاد الطفل (أ) إلى بيت أسرته وهو في حالة مثيرة ، كانت أدناه تنزف دما وثيابه ملطخة بحيث استغربت الأسرة لمنظره و لما حل بأدنيه ، أمر لم تستسغه الأسرة التي سارعت إلى وضع شكاية في الموضوع لدى عناصر الدرك الملكي الذي فتح تحقيقا في الموضوع .

شاع خبر بثر ادن الطفل بين أهالي القرية ، بل تعدى ذلك ليصل إلى كل أنحاء الإقليم  ، وتناقلت الساكنة الخبر بحيث رجحت بعض الجهات كون العملية ربما يقصد بها استخراج الكنز ، وجهات أخرى رأت في الموضوع عملية انتقام و ثالثة لم تصدق الخبر ، الفقيه هو الآخر وصله الخبر كما علم بتحريات عناصر الدرك الملكي في النازلة فكان أن غادر القرية خفية إلى وجهة مجهولة .

انتقلت عناصر الدرك الملكي في بحثها بعدما عاينت الطفل و استمعت إلى أقواله في محضر قانوني ، كما قدم أوصافا للمتهمة جعلت الضابطة القضائية تصل إلى الفاعلة التي سبق لها و أن ادعت الزواج من طرف احد ممثلي السلطة بالمنطقة ، وعرفت لدى الجميع بمحاولاتها الجادة في الزواج و الإنجاب الأمر الذي جعل أصابع الاتهام تتوجه نحو فاطمة التي تم استدعاؤها إلى مركز الدرك الملكي بتعليمات من النيابة العامة لدى محكمة الاستئناف بالإقليم ، هناك وبعد مواجهتها بالطفل و مجموعة من الأسئلة لم تجد بدا من الاعتراف بجريمتها النكراء ، حيث حكت كل التفاصيل عند الاستماع إليها ، مؤكدة كون الفقيه هو الذي طلب منها إحضار ادن طفل ” زوهري ” حتى تتمكن من الزواج ، واستمرارا في البحث انتقلت عناصر الدرك الملكي إلى القرية حيث يقطن الفقيه ، غير أنها لم تجده و لم تتمكن من معرفة مكان تواجده  ، بعدها تم إغلاق المحضر مع تقديم المتهمة في حالة اعتقال أمام السيد الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف الذي قرر متابعتها بتهمة الضرب  المفضي إلى عاهة مستديمة واستئصال أوصال طفل مع إحالة الملف على غرفة الجنايات قصد محاكمتها طبقا للقانون حيث قضت بعد استكمال جميع شروط المحاكمة  ،بإدانة المتهمة بما نسب إليها و معاقبتها بخمسة سنوات سجنا نافذا، وتعويضامدنيا لفائدة أسرة الطفل قدره 20 مليون سنتيم.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

error: Content is protected !!