دكالة 24:
أيتها المواطنات ، أيها المواطنون من ساكنة مدينة سيدي بنور ، رئيس المجلس للجماعة الترابية لسيدي بنور و أعضاء المكتب المسير يقدمون لكم اعتذارهم “الصادق ” من خلال بيان صادر له اليوم الاثنين تحت عنوان ” بيان اعتذار لساكنة مدينة سيدي بنور ” ، هكذا كان رد الرئيس و أعضاء المكتب المسير على ما تعيشه الساكنة من أوضاع بيئية خانقة بسبب الأزبال التي تراكمت في كل أركان المدينة منذ أزيد من خمسة أيام ، تحولت معها شوارع و أحياء المدينة الى مزابل تزكم الأنوف و تخدش حياء مدينة سيدي بنور التاريخية ، أمام هذا كله فلم يجد الرئيس و أعضاء مكتبه طريقة لتبرير فشلهم الذريع سوى “بيان اعتذار ” فعلى من تضحكون ؟
مما جاء في بيان الاعتذار ، أن الرئيس و أعضاء المكتب المسير للجماعة الترابية لسيدي بنور قد عقدوا اليوم اجتماعا و ناقشوا موضوع الأزبال و أنهم يحملون المسؤولية لنائل الصفقة … في حين أن المسؤولية يتحملونها هم كاملة ، فما ذنب الساكنة اذا كانت تؤدي مستحقات الضرائب و النظافة بانتظام ؟ و ما شأنها و الاجراءات المراد اتخاذها مع الشركة ؟ و ما دخلها في استدعاء صاحب الشركة من عدمه ؟ ان الساكنة حملتكم مسؤولية تدبير و تسيير شؤونها بما يرفع عنها الضرر و يجعلها تنعم و لو بقسط بسيط من بيئة نظيفة ، لقد كان بيان الاعتذار أكبر من الزلة ، لأنه يوضح بالملموس و على أرض الواقع أنكم فاشلون في خدمة الساكنة و تمارسون أساليب هي من اختصاص جهات أخرى ، فبيان اعتذاركم معناه استمرار معاناة الساكنة مع النفايات و الازبال و الروائح الكريهة ،معناه انكم لا تملكون حلولا ، معناه غياب روح المسؤولية لديكم ، بل المضحك المبكي في البيان حين أفاد أنه استدعى على عجل نائل الصفقة لاجتماع يوم الأربعاء 12 ماي ما يعني استمرار الوضع على ما هو عليه و أكثر ، ما يعني تفاقم الأوضاع البيئية بالمدينة في الأيام القادمة ، ما يعني فقدان ” الصدق ” المراد به دغدغة مشاعر الساكنة و استعطافها ، في حين كان على الرئيس و أعضاء المكتب المسير أن يخرجوا ببيان يتم فيه الاعلان صراحة عن فشلهم و أن ينسحبوا .
صراحة ، أمام الوضع البيئي الكارثي الذي تعيشه مدينة سيدي بنور ، و ما صدر عن الرئيس و أعضاء المكتب المسير بما سمي ” بيان اعتذار لساكنة مدينة سيدي بنور ” يؤكد على الاستهتار بمصالح و شؤون الساكنة و الاهمال المفضوح في معالجة قضايا مثل قضية “الأزبال ” ، شيء مؤسف أن يخاطب من تحملوا المسؤولية الساكنة من خلال بيان اعتذار ، و من المؤسف جدا ، أن نستهين بقدرة الساكنة و قوتها في فهم الخطاب و تحليل الأوضاع ؟ ، و بما أن البيان جاء فيه “اعتذار رسمي و صادق …” نلتمس منكم الاعتذار الرسمي و الصادق على الماء الملوث و الذي لا يصلح حتى للوضوء ، الاعتذار الرسمي و الصادق على الحفر المنتشرة هنا و هناك ، الاعتذار الرسمي و الصادق على سوء البنية التحتية للصرف الصحي ، الاعتذار الرسمي و الصادق على الروائح الكريهة المنبعثة من كل مكان و تلك التي ينفثها معمل السكر …و اللائحة طويلة و الساكنة هي المتضرر الأول و الأخير ، فهل من صحوة ضمير لأجل التغيير ؟
المصدر : https://www.doukkala24.com/?p=12096