دكالة 24:
استطاع البرتغال في شبه رد فعل له عن الفتوحات الإسلامية ، أن يقوم بحملات مستمرة قصد احتلال بعض شواطئ المغرب ومدنه الساحلية ومن أبرزها منطقة دكالة ، مستغلا في ذلك الأوضاع المنهارة التي كان يجتازها المغرب آنذاك ، غير أن صلابة وقوة أبناء المنطقة وشجاعة قبائلها وأعلامها من رجال التصوف والتربية الروحية … ودور الزوايا في التحريض على مواجهة المستعمر اضطر البرتغاليون إلى مغادرة المنطقة.
خلال هذه السلسلة سنفتح نافذة على أهم المراحل التي مرت بها منطقة دكالة وخاصة إبان الاحتلال البرتغالي وكيفية التصدي له من طرف القبائل والمدن والقرى وأعلام المنطقة … حتى إجلائه عنها مستعينين في ذلك بالعديد من المراجع والمصادر.
–—– إعداد: أحمد مسيلي —— الحلقة 27
أولياء إقليم دكالة
الولي الصالح مولاي عبد الله:
ذكر صاحب جواهر الكمال في تراجم الرجال ص 725 أن مولاي عبد الله هو “أبو عبد الله محمد بن جعفر بن إسماعيل بن محمد بن أبي بكر بن الحسن بن إبراهيم بن يحيى بن موسى بن عبد الرحمان بن محمد بن أبي بكر تميم بن ياسر (أو ياسين )بن عمر بن أبي القاسم بن عبد الله بن مولانا إدريس بن إدريس بن عبد الله بن الحسن المثني بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب و فاطمة الزهراء رضي الله عنهما”.
و قد استند المؤلف في بناء هذه الشجرة على عدة كتب و مستندات ذكر منها مثلا”المنح البادية في الأسانيد العالية ” لابن عبد الله الصغير الفاسي , و “دوحة البساتين و نزهة الإخوان ” لأبي عبد الله محمد بن علي المتالي , و أبو العباس أحمد بن عبد الواحد الكتاني من نسب الشعبة الكتانية و مولاي الزكي العلوي في كتاب الأنساب و غيرهم… و قد كان جده المولى إسماعيل أول من نزل من هذا البيت في قرية تيط مع أخويه يعقوب و أبي زكرياء في أواخر القرن الرابع الهجري . و حسب فقهاء و حفدة ضريح مولاي عبد الله , فقد قدما من الشرق بعد أن تراءت لهم رؤيا تبشرهم بدعوتهم في المغرب الأقصى , ثم برح أخواه عن تيط فنزل أولهما شبوكة و الثاني حاحا , و بقي أبو الفداء إسماعيل (لقبه ) في مدينة تيط , ولم يلبث أن حضي بالإجلال و التقدير من طرف السكان الصنهاجيين (كودالا) . فتزوج من بيت زعيمهم مولاي عبد العزيز بوبطان المسماة كنزه , وقد أنجب منها أبو إسحاق جعفر الذي خلفه و كان على غرار أبيه زاهدا متعبدا . فشيد مسجدا في تيط و ذلك في أواخر القرن الحادي عشر الميلادي لازال منه الجناح الأيسر القبلي قائما … قصده الناس من كل جهة , و تقرب إليه شيوخ القبائل , و تبرك به الأمراء , وفي هذا الصدد أورد الأستاذ عبد الله الجراري في مجلة دعوة الحق العدد الثاني شعبان 1385 مقالا تحت عنوان ” ظهير فريد في دولة مغراوة ” الصادر عن الأمير تميم بن زين بن حمامة حوالي 431ه يتعرف فيه بالنسب الشريف لأبي إسحاق جعفر, و تاريخ قدوم المولى إسماعيل تبين انه رغم قصر المدة التي تفصل بينهما فقد استطاعت الأسرة الأمغارية أن تبرز كاسرة شريفة جديرة بالتقدير و التعظيم … و لا يعرف بالضبط تاريخ وفاة أبي جعفر الذي دفن بجوار مسجده بتيط , و قد كان له نسل وافر منهم أبو عبد الله سيدي محمد المعروف ب”مولاي عبد الله “هذا البيت عظيم القدر غزير الفضل… كان واسطة عقدهم الشيخ الإمام أبو عبد الله سيدي محمد بن أبي جعفر بن إسماعيل الحسني الإدريسي المدعو “أمغار الكبير” من أهل القرن السادس الهجري (عن آسفي و ما إليه ص 16) . عمل على تبليغ رسالة أسلافه النبيلة “اكبر بيت في المغرب في الصلاح لبيت بني أمغار لأنهم توارثوه كما يتوارث الناس المال “”(المرجع السابق) وقد كان المولى عبد الله وارعا زاهدا متعبدا , برز كأحد مشايخ عصره , بجانب مولاي بوشعيب السارية لكثرة وقفه و لا يجلس إلا إذا صلى ركعتين , وهو دفين آزمور .
لقد حضي مولاي عبد الله أكثر من غيره بتقدير كبير من طرف الأمراء المرابطين ,ويظهر ذلك من ذكر “صاحب السعادة الأبدية في التعريف بمشاهير الضرة المراكشية ” ص 14 الجزء الأول , أن أمير المومنين علي بن يوسف بن تاشفين المتوفى سنة 537ه لما عزم على تشييد سور مدينة مراكش شاور أهل العلم والصلاح في ذلك وكان من بينهم أبو عبد الله محمد بن إسحاق أمغار صاحب “عين الفطر ” من هنا يكون مولاي عبد الله قد عاصر على الأقل السلطان يوسف بن تاشفين المتوفى سنة 500هجرية وابنه السلطان علي بن يوسف بن تاشفين كما جاء في النص .
وفيما يهم الشيوخ الذين أخد عنهم مولاي عبد الله فقد ذكر صاحب”جوار الكمال” الشيخ الصالح مولاي بوشعيب , وذكر منهم فقهاء ضريحهم حاليا الشيخ أبو محمد صالح دفين آسفي و الشيخ سيدي عبد الله الفيزا ري الملقب بأستاذ أمغريين و الذي قال في “عين الفطر ”
رقيت يا عين الفطر في ابتهاـــلك يا ربيع الولاية أعمدت عرفنا
فأنت في المغرب الأقصى فوزي بالصالحين بني أمغار مجدنـــا
المصدر : https://www.doukkala24.com/?p=12094