دكالة 24:عدنان حاد
تقع بين الفينة و الأخرى جرائم غريبة ، تهز الرأي المجلي و معه الوطني ، و يبقى الجهاز الأمني العنصر الأساسي في الكشف عنها و عن تفاصيلها ، و من بين أغربها اخترت لكم ملف جريمة كلها اثارة و مغامرة …
لم تكن سذاجة و قلة معرفة القاصرة ” مديحة ” بالحياة هي السبب الرئيسي لسقوطها في براتين شبكة متخصصة في الاتجار بالمخدرات و تحويلها كطرف رئيسي و مجرمة بعد أن غرر بها باختطاف أطفال صغار السن و استغلالهم في ترويج المخدرات ، بل حتى وضعيتها الاجتماعية و النفسية مادام سنها لم يتجاوز السادسة عشر ربيعا ، إنها حالة من حالات داخل مجتمع لا يرحم ، افتضت بكارتها و زج بها في عالم لا رجعة منه ، عالم المخدرات .
مديحة تعيش اوضاعا اجتماعية متقلبة
كانت نشأتها بمدينة آزمور بحي يعتبر من أعرق الأحياء بالمدينة ، لكن أقدار ولادتها جاءت عكس ما يتمناه أي مولود ، لقد حلت في هذه الدنيا بدون أن تعرف من هو أباها ، فعاشت في ظل والدتها و زوج والدتها التي تقول عن سوء معاملته لها لدرجة أنها كانت تغيب لأيام و شهور من البيت و المدينة لحدود سن العاشرة ، عملت كخادمة ببعض المنازل معتمدة على نفسها من حيث الأكل و الملبس و غيره ، و تشاء الظروف أن والدتها قضت مدة حبسية بتهمة الوساطة في الفساد ، أصبحت معها مديحة تسافر بمفردها للبيضاء إلى أن تم إداعها ذات مرة بمؤسسة ” بناني ” لإعادة التربية من أجل التشرد ، اعتادت معها زيارة المدينة بين الحين و الآخر ربما لنسيان معاناتها و مرارة العيش التي انكتبت عليها فلا قلب رحيم يعطف عليها و لا صدر حنين يواسيها و هي بنت السادسة عشر ربيعا .
وقوع مديحة في شباك الانحراف
أصبحت مديحة كثيرة التردد على شوارع و دروب و مقاهي مدينة الدار البيضاء ، و في ذات يوم بينما كانت تحتسي قهوتها بمقهى فرنسا المقابلة لفندق ” حياة ريجينسي ” و بالها مشغول بعالمها المرتبك تقدم شاب في صورة ملاك مخلص مستغلا وضعيتها المزرية و حالتها النفسية التي تعرف عليها من خلال سردها له و كأنها تريد بذلك التخفبف عليها و مواساتها ، و من تم عرض عليها ” رضوان ” استقبالها في غرفته المتواجدة بحي البرنوصي حيث يمكث فيها رفقة إخوة له ، فقبلت مديحة العرض ما دام لا خيار لها في وضعها ذاك ، و هناك بتلك الغرفة شبت علاقة جنسية غير شرعية بينهما نتج عنها افتضاض لبكارتها و حتى تسهل على رضوان حيله وعدها بالزواج على أساس أن تتحسن أوضاعه عارضا عليها متطلباته ليتم ذاك الزواج في أقرب الآجال فلم تجد مديحة من حل إلا قبول كل ما يطلب منها ، ألا و هي ترويج المخدرات من خلال أطفال صغار تصطحبهم معها لتنفذ بهم عملياتها و ذلك بحشو سراويلهم ” ليكوش ” بالمخذرات ثم إعادتهم لأسرهم خصوصا أنهم صغار لا يتكلموا و لا يعرفوا شيئا ، فجاءت أو لعملية اختطاف و كان مصدرها مدينة آزمور .
الضابطة القضائية تضع حدا لنشاط مديحة و شركائها :
ذات يوم أمام ضريح مولاي بوشعيب أثار انتباه مديحة وجود الطفلة ” كلثوم ” التي تعرف أمها حق المعرفة بحكم أنها تشتغل كنقاشة للحناء بنفس المكان ، و أمام إلحاح رضوان في جلب طفلة استغلت تواجد الطفلة بمفردها لتحملها معها نحو الطريق المؤدية للبيضاء ” الحجرة ” حيث استقلت سيارة أجرة كبيرة و منها إلى ” العوينة ” و بما أنها لا تتوفر على المال فقد أخدتها مشيا على الأقدام لوسط المدينة قرب فندق حياة ريجينسي ثم أخبرت رضوان ليلتحق بها و من تم إلى البرنوصي ، لكن رضوان وجد الطفلة الصغيرة لا تلبي الطلب لنحافتها الكبيرة فطلب من مديحة إعادتها مسلما إياها مبلغا ماليا لتستقل من جديد الحافلة لكن صوب سيدي اسماعيل حيث دخلت لمقهى و هناك تركت الطفلة ليتم إعادتها من قبل أصحاب المقهى لمدينة آزمور حيث تسلكتها امها .
لأجل تنفيذ خطتها مرة أخرى كبر في عينها اختطاف الطفلة ” شيماء ” ذات السنتين و هي ابنة جيرانهم ، فكان أن غابت بها ذات يوم لتعيديها و تضعها قرب باب منزلهم بعد أن نفذت بها مهمة نقل صفائح المخدرات من البيضاء إلى سيد اسماعيل ، في الوقت الذي كانت فيه الشرطة تباشر عملية تتبع مديحة بعد أن اتهمتها أم شيماء باختطاف ابنتها ، و حين عودتها من غيبتها مرة أخرى تقدمت لمركز الشرطة بدعوى من مصالح الشرطة القضائية رفقة والدتها و أثناء التحقيق معها لم تجد بدا من الاعتراف بكل التفاصيل و كذا بشركائها الذين تم اعتقالهم في كل من البيضاء و سيدي اسماعيل.
صرحت مديحة انها قامت بعملية اختطاف شيماء و استغلالها في ترويج المخدرات مع الماثلين امامها كما صرحت أنها تجمعها بالمدعو رضوان علاقة جنسية غير شرعية ، كما اعترفت باختطاف الطفلة كلثوم ، أما عملية نقل المخدرات فقد كانت تتم بحشو صفائح المخدرات تحت حزام أو في ” ليكوش ” الخاصة بالطفلة كما اعترفت بكل أعضاء الشبكة الدين احيلوا على غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف .
المصدر : https://www.doukkala24.com/?p=12089