في رحاب تاريخ بلاد دكالة الحلقة 26

doukkala24
تقافة و فنون
9 مايو 2021آخر تحديث : منذ 4 سنوات
في رحاب تاريخ بلاد دكالة الحلقة 26

دكالة 24 :

استطاع البرتغال في شبه رد فعل له عن الفتوحات الإسلامية ، أن يقوم بحملات مستمرة قصد احتلال بعض شواطئ المغرب ومدنه الساحلية ومن أبرزها منطقة دكالة ، مستغلا في ذلك الأوضاع المنهارة التي كان يجتازها المغرب آنذاك ، غير أن صلابة وقوة أبناء المنطقة وشجاعة قبائلها وأعلامها من رجال التصوف والتربية الروحية … ودور الزوايا في التحريض على مواجهة المستعمر اضطر البرتغاليون إلى مغادرة المنطقة.

خلال هذه السلسلة سنفتح نافذة على أهم المراحل التي مرت بها منطقة دكالة وخاصة إبان الاحتلال البرتغالي وكيفية التصدي له من طرف القبائل والمدن والقرى  وأعلام  المنطقة … حتى إجلائه عنها مستعينين في ذلك بالعديد من المراجع والمصادر.

—- إعداد: أحمد مسيلي —–الحلقة 26

لا يتمكن من حلها إلا من باشرها طويلا ولعل هذه إحدى الأسباب التي أدت إلى ضياع آثاره العلمية والتي لم يعرف منها إلا بعض الرسائل التي كان يوجهها إلى بعض العلماء في شكل أسئلة ، وقد كانت غالبا لا تحظى بجواب لما كانت تنطوي عليه من غموض وتعنت وإعجاز ، منها ما بعث به إلى أبي العباس أحمد المواز في شأن كتابه ” حجة المنذرين ” وقد أجاب عنها أبي المواز برسالة تحت  عنوان ” دفع الوسواس عن مخالجة الأنفاس” هناك أيضا الرسائل التي وجهها إلى الشيخ الكبير أبي شعيب الدكالي في شكل ستة أسئلة في الأصول والفقه والحديث وقد أجاب عنها الشيخ من علمه الغزير وفي 1340 – 1341 ه قام محمد الرافعي بزيارة إلى مدينة الرباط فحضر بعض دروس أبي شعيب الدكالي في الحديث بالزاوية الناصرية ، قام الرافعي في نهايتها إلى الشيخ وعانقه وقبله بين عينيه قائلا : ” الآن آمنت وزال كل ما كان يخامرني من شكوك في علمكم واطلاعكم الواسع حفظكم الله وأبقاكم ” هناك رسالة شرح فيها وحدة الوجود وأخرى في تحقيق معنى العقل والنفس الكلية ، كما خلف رسالة في الأطوال كتابة في قول المولى عبد السلام بالإضافة إلى عدة كنانيش ضمنها الكثير من الكتب التي طالعها ، وبحوثه وانتقاداته واغرب ما أشار إليه عبد الحفيظ الفاسي ” مجلة الثقافة العربية ” ” رايته فيها كتب على مقدمة ابن خلدون ينكر علم المنطق ويحط منه وهذا لا يتعجب منه لأن ذلك شانه في أكثر معلوماته ، لأنها لم تكن مستقاة إلا مما يدركه بذهنه من مطالعتها في الكتب المختلفة … ولأنه لم يكن له أساتذة تلقى عنهم العلم بقواعده .

كان الرافعي نموذج العالم المفكر الحريص على نشر الوعي في وسطه وأينما حل وارتحل وفي أوساط العلماء المعاصرين له عن طريق مكاتبتهم … وكان معجبا بالنهضة العلمية الأوربية وبالعلماء الأوربيين في أبحاثهم ودراساتهم المتنوعة ، لذلك تجاوب مع المستشرقين الفرنسيين وغيرهم من الذين زاروه وتحدثوا إليه في موضوعات مختلفة … فصار مجاهدا بالكلمة والقلم في نشر الوعي بالوضعية التي آلت إليها البلاد والعباد في وقت تقدمت أمم مجاورة بأوربا الغربية ، وقد واجه الفقيه الرافعي كل الطرق والأفكار المعادية للإسلام كما واجه التهديدات الاستعمارية الفرنسية والاسبانية والدولية للمغرب ( ثورة بوحمارة – مؤتمر الجزيرة الخضراء – فرض الحماية الأجنبية وتجزئة البلاد – حرف الريف – قيام الحركة الوطنية غداة الظهير البربري ونشوء الحركات السياسية … ) كلها أحداث كان الشيخ الرافعي ملما بها ومتجاوبا معها ، ومن رجال السياسة الذين اتصل بهم نجد الحاج محمد الجباص الوزير الصدر الأعظم الذي أمضى بقية حياته بالجديدة منذ عام 1918 م .

أصيب الرافعي قبل وفاته بضعف العصب وبجفاف في الدماغ نشأ ولا شك من كثرة النظر والسهر فكانت وفاته يوم الجمعة 14 رجب 1360 ه عن سن يناهز 57 سنة ودفن بمقبرة سيدي أحمد النخل بمقبرة سيدي بوافي بالجديدة .

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

error: Content is protected !!