دكالة 24: عدنان حاد
تقع بين الفينة و الأخرى جرائم غريبة ، تهز الرأي المجلي و معه الوطني ، و يبقى الجهاز الأمني العنصر الأساسي في الكشف عنها و عن تفاصيلها ، و من بين أغربها اخترت لكم ملف جريمة كلها اثارة و مغامرة …
لميكن النزاع الحاد على الميراث هو السبب الوحيد الذي دفع أحد المزارعين بكفر شكر إلىقتل ابن شقيقه الأكبر بل كان هناك دافع آخر يسيطر على عقل الجاني ألا وهو السحر والدجلوالشعوذة السائدة في بعض الأوساط الشعبية إلى حد يجعلها في حالةتماس مباشر مع الواقع ، وقد تكون النهاية أحياناً هي الانتقام بالقتل .
لا حديث في المنطقة الاعن واقعة قتل أحد المزارعين لابن شقيقه قبل زفافه على عروسهبأسبوع واحد عندما استأجر أحد المجرمين المفرج عنه حديثاً من السجن وقاما بمهاجمتهليلاً أثناء خروجه من منزل عروسه وهشموا رأسه بآلة حادة وتركوه يصارعالموت بين يدي عروسه التي سارعت لأسرته في محاولة منها لإنقاذ عريسها إلا أنه فارقالحياة في لحظات قليلة .
مرت 7 أشهر كاملة على الحادث لم يتمكن خلالها رجال الأمن منالتعرف على الجانيين لكن القدر كشف جريمة العم حينما اعترف شريكه لأحد المدمنين فيجلسة مزاح عن جريمته ، فسارع لإبلاغ أجهزة الأمن التي ألقت القبض عليه هو وشريكه عمالضحية وإحالتهما على النيابة العامةالتي قررتحبسهما بعد أن قامابإعادة تمثيل جريمتهما وسط إجراءات أمنية مشددة للحيلولة دون فتك الأهالي بهما .
داخل مقر النيابة أدلى القاتل (عادل – ع) باعترافاته في النازلة قائلا: ” شقيقي فايز هو الذي دفعني إلى قتل ابنه بعد أن حول حياتي إلى جحيم ، سرقميراثي عن والديّ وعاملني بقسوة ونسي إنني شقيقه وراح يهدد حياتي . فبعد وفاة والديّفوجئت بشقيقي يستولي على ميراثي من منزل أسرتي ويخفي حجة المنزل والأرض الزراعية،طلبت منه أن يعطيني حقي في الميراث حتى أستطيع أن أنفق على أسرتي لكنه رفض ، وحينهددته بإقامة دعوى قضائية لإثبات حقي في الميراث راح يسخر مني وادعى أن والدي باعله كل شيء وأعلن استعداده إظهار العقود في الوقت المناسب ” ويضيف قاتل ابن شقيقه ” لجأتإلى شقيقايّ حتى يعيدا إليّ حقي المسلوب طلبت مبلغاً من المال لأنني كنت في حاجة إليه وبالفعل استطاعا أن يأخذا من فايز مبلغا بسيطا وانتظرت أن يعطيني الباقي وقتالحاجة إليه مادام اعترف بميراثي . مرت الشهور وتقدم شاب من القرية ليطلب ابنتيللزواج حاولت دعوة أخي فايز ليشاركني فرحتي لكنه رفض وشاع بين أشقائي بأنه يرفض هذاالنسب وراح يطلق الشائعات ضدي ، لم أهتم بتصرفاته الشاذة ولم أعاتبه وتمت خطبة ابنتيبصورة طبيعية لكن فوجئت قبيل زفافها بتغيير أحوالها تجاه خطيبها حيث أخبرتني برفضهاإتمام الزفاف ولاحظت تغيير صوتها وصورتها وأصبحت أرى أمامي ابنة غير ابنتي ، زوجتيأخبرتني أنها غير طبيعية ومن الضروري عرضها على “الطلبة “ . نفذت رغبتها وفوجئتب ” الطلبة ” يخبرونني بأن ابنتي عليها مس شيطاني حيث ترى عريسها على هيئة قرد . طلبتمنهم فك هذا السحر فأخبروني أن أحد المقربين مني هو الذي عقد عليها السحر ، حينها هرولت إلىشقيقي وعرضت عليه التنازل عن ميراثي له مقابل أن يترك ابنتي في حالها لكنه رفضواخبرني انه لن يرحمني وسوف ينتقم من ابنتي لأنني تجاهلت رغبته في رفض هذا النسب…
أخذت أتردد على “الطلبة “ بصفة يومية حتى تم شفاء ابنتي وأسرعت بإقامة حفل زفافها بعدأن عاد إليها اتزانها وبدأت تتقبل عريسها.. . لكنني فوجئت بعد إتمام الزفاف بفشل عريسها في معاشرة ابنتيليلة الزفاف، في تلك اللحظة جن جنوني لان شقيقي ارتكب جريمة قاسية في حقي… حرم ابنتيمن أجمل ليلة في حياتها بربط عريسها بالسحر… في تلك اللحظة قررت الانتقام منشقيقي فايز وفي ذات الوقت انتقامي لابد أن يكون في اعز الناس لديه وهو ابنه ” وليد “… وعرفت من شقيقي أن وليد حدد موعد زفافه على عروسه بعد 7 أيام… فقررتالانتقام بقتل ابن شقيقي من اجل الانتقام من فايز ومحو سعادته مثلما فعل مع ابنتي فالعينبالعين والسن بالسن والبادي اظلم.
وضعت خطة الجريمة وسارعت إلى شخص مسجل خطر لدى الدوائر الأمنية مفرج عنه حديثاً من السجن من اجل مشاركتي قتل ابن أخي وقررت الاستعانة به مقابلمبلغ من المال…
وحين علمت بتواجد وليد عند أسرة خطيبته في المساء من اجل الاتفاق عنمراسم الزواج اختفينا بين الزراعات وانتظرنا انصرافه ووضعنا العمامات على وجهنا حتىلا يتعرف علينا وليد أو خطيبته.. ويضيف القاتل… فوجئنا بخطيبة وليد تخرج معه عندانصرافه وراح وليد يعبر لها عن مشاعر الحب ووعود السعادة بعد الزواج في تلك اللحظةشعرت بالحقد على أخي الذي يسعى لسعادة ابنه وتعاسة ابنتي أمرت مرافقي أن يستعدلجريمة القتل ، فأطلق صوت عويل الذئب بصورة مفزعة جعلت خطيبة ابن أخي ترتعد خوفاً منالصوت لكن وليد طمأنها وقام باحتضانها وطلب منها التحلي بالشجاعة وفي تلك اللحظةقام المجرم بتوجيه ضربة شديدة إلى وليد أصابته على مستوى الرأس بينما قمت بدفعخطيبته على الأرض من اجل منعها من تحديد معالم وجهي ثم انهلت على ابن شقيقي بآلةحديدية لأقضي على حياته للأبد وسارعنا إلى الهرب من مكان الحادث بعد أن تأكدنا منعدم ترك أي آثار للجريمة… وبعد ساعة من الحادث عدت أشارك شقيقي الحزن على ابنهلدرجة أنني ادعيت تأثري الشديد وسقطت على الأرض فاقداً الوعي وهذه الخدعة دفعتالجميع إلى التعاطف معي وإبعاد شبهة القتل عني.
مرت الشهور السبعة دون أي شبهةبتورطي في الجريمة بل كانت أصابع الاتهام تشير إلي خطيبته التي فشلت في إثباتبراءتها… لكن إرادة الله فوق كل شيء حين كشف شريكي عن الجريمة لحظة تعاطيهالمخدرات مع أصدقائه الفاشلين ليبلغوا رجال الأمن.. ثم قال القاتل أصيب شقيقي بحالةمن الحزن عندما علم أنني قتلت ابنه، حيث قال بحزن شديد لا اصدق أن ابني مات على يد أخيلماذا؟ ما الذي فعلته له حتى يحطم مستقبل ابني ويحرمني من سعادتي به.. حيث عاد كالمجنون.. الدجالون هم الذين أشعلوا الخلافات بيني وبينه لقد جلست معه في مجلس عرفي وأقسمتعلى كتاب الله أنني لم أؤذ ابنته أو عريسها ولم اسع إلى التردد على الدجالين وبرغمذلك تظاهر بتصديقي وراح يغدر بابني.
المصدر : https://www.doukkala24.com/?p=12011