دكالة 24:
استطاع البرتغال في شبه رد فعل له عن الفتوحات الإسلامية ، أن يقوم بحملات مستمرة قصد احتلال بعض شواطئ المغرب ومدنه الساحلية ومن أبرزها منطقة دكالة ، مستغلا في ذلك الأوضاع المنهارة التي كان يجتازها المغرب آنذاك ، غير أن صلابة وقوة أبناء المنطقة وشجاعة قبائلها وأعلامها من رجال التصوف والتربية الروحية … ودور الزوايا في التحريض على مواجهة المستعمر اضطر البرتغاليون إلى مغادرة المنطقة.
خلال هذه السلسلة سنفتح نافذة على أهم المراحل التي مرت بها منطقة دكالة وخاصة إبان الاحتلال البرتغالي وكيفية التصدي له من طرف القبائل والمدن والقرى وأعلام المنطقة … حتى إجلائه عنها مستعينين في ذلك بالعديد من المراجع والمصادر.
—– إعداد: أحمد مسيلي —— الحلقة 23
درس أبي شعيب الدكالي كتب السنة دراسة بحث وتحليل معتمدا على حرية التفكير ، واستعمال العقل في فهم النصوص ، كما اهتم بدراسة الكتاب العزيز بيانا وتحليلا ، معتمدا في ذلك كله على حرية التفكير ، واستعمال العقل في فهم النصوص ، وتوجيه الأنظار إلى محاربة البدع وتصفية الإسلام من الشوائب التي لحقت به ، ودعا إلى الرجوع لما كان عليه السلف الصالح ، ومحاربة التقليد والجمود والضلالات ، والطرقية العمياء ، فانقادت إليه الرئاسة العلمية في وقت كانت البلاد في مسيس الحاجة إلى أمثاله المصلحين ، وقد تكونت حوله جماعة من مناصريه في دعوته ، وطائفة من تلامذته الدين حملوا دعوته ، ونشروا مبادئها في الآفاق ، وعمل في جد ومثابرة على محاربة الخرافات والشعوذة ، وتطهير الأفكار من البدع الضالة ، ومعارضة المتطرفين من أهل الزوايا ، ودعوتهم للأخذ بما في الكتاب والسنة ” وكان ما كان من صراع بين الشباب المتفتح والشيوخ ، سواء في المغرب والجزائر الشقيقة أثناء العشرينات الميلادية ، والأربعينيات الهجرية “.
ورغم أن المغرب قد عرف دخول الحركة السلفية منذ بداية القرن التاسع عشر إذ نجد السلطان المولى سليمان 1790 م – 1822 م يدعو في إحدى خطبه ” اتركوا عنكم بدع المواسيم ، والبدع التي يزينها أهل الأهواء … ” إلا أن الاستعمار قد حاول طمس هذا التيار الإصلاحي الذي كان يتنافى والأغراض الاستعمارية.
في هذا الظرف الصعب برز الشيخ أبو شعيب الدكالي إلى جانب الشيخ محمد بن العربي العلوي ” المتوفى في 4 يونيو 1964 م ” كرائد للحركة السلفية الإصلاحية بالمغرب التي تؤكد أن حقيقة الدين وأصوله السلمية لا تتفق مع الاتجاه الخرافي ، فشمر على ساعد الجد لمحاربة البدع ونصر السنة ومقاومة الخرافات والأباطيل وتطور العقلية الشعبية فكانت دروسه نبراسا اهتدى به تلامذته في الرباط وسلا وفاس وفتحت أعينهم على كتب جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده ورشيد رضا ورأوا فيها البديل نظرا لما كانوا يشعرون به من جمود فكري وعلمي عند بعض الشيوخ فانطلقوا إلى جانبه يوزعون الكتب التي يطبعها السلفيون بمصر ويطوفون معه لقطع الأشجار المتبرك بها والأحجار المعتقد فيها وإبادة العوائد التقليدية التي كانت تنهك القوة الاقتصادية لمعظم الأسر المغربية .
ومن ثمار دعوته إلى جانب الشيخ محمد بن العربي العلوي أن وضع علماء فاس وثيقة سنة 1925 م ضد خرافات التجانيين كما تكونت الجماعات الأولى للحركة الوطنية : مثلا في فاس تكونت جماعة طلبة القرويين التي اهتمت بالاتصال بالطلبة وتنوير أفكارهم بالدعوة السلفية .
المصدر : https://www.doukkala24.com/?p=11994