من غرائب ملفات الاجرام :أراد أن يقتل زوجته انتقاما منها فقتل أمه !

doukkala24
قضايا و حوادث
1 مايو 2021آخر تحديث : منذ 4 سنوات
من غرائب ملفات الاجرام :أراد أن يقتل زوجته انتقاما منها فقتل أمه !

دكالة 24: عدنان حاد

تقع بين الفينة و الأخرى جرائم غريبة ، تهز الرأي المجلي و معه الوطني ، و يبقى الجهاز الأمني العنصر الأساسي في الكشف عنها و عن تفاصيلها ، و من بين أغربها اخترت لكم ملف جريمة كلها اثارة و مغامرة …

  • – 2 – 

    أصر عبد المنعم على تطليق زوجته، والزواج من إحدى الممرضات التي لم يتذكر كيف كان اللقاء الأول بها، غير أنه يتذكر يوم كانت أمه متوعكة، واستدعتها لكي تعطيها حقنة دواء، كل ما عشق فيها كامرأة.. حديثها الرقيق و نضجها و تناسق ملامح أنوثتها التي تلمع مطلة من عينيها ، جن بها ولكنها لم تجن به بل وجدت فيه فقط الرجل الذي يمكن أن يملأ عليها حياتها ، زوج مطيع وعاشق وقابل للترويض، وليس له أولاد من زوجته القديمة، وكذلك هي..

    كتب الكتاب، وجاء بها إلي البيت، وفرحت أمه بها، لأنها سوف تعالجها من أمراض الشيخوخة المتصلة، وتنازلت لهما عن الغرفة الأخرى، وقنعت بغرفة تنام بها، وأحس هو انه حقق حلم حياته!أدرك لأول مرة في حياته، وقد بلغ الثانية والثلاثين، لماذا يتزوج الرجال بالموظفات.. النظام.، والنظافة، والطاعة والامتثال.. أشياء كان يفتقدها.. حتى وهو يعيش مع والدته، ولكن الشهر مضي، وجاءت بعده عدة شهور، معاملة حماتها التي آلت على نفسها أن تجعلها أقرب إليها من ابنتها وتدعو لها ليل نهار ألا تفترق عن زوجها، وأن يرزقهما بالخلف الذي تفرح به، وترعاه، وهي غائبة في عملها، ولكن الدعوات كلها استجيبت إلا دعوة الخلفة، فقد تأخرت مع أن كليهما صالح للإنجاب ..

    ذات يوم كان يجلس على المقهى، ولم تكن وصلت، وقبيل منتصف الليل جاءت على ناصية الحارة سيارة فاخرة نزلت منها، وهي تتكلم مع السائق، وكان رجلا فاخرا، وكانت السيارة تحمل علامة الأطباء، وحينما خرج من المقهى ليلقاها في الطريق إلي البيت . العمل كان كثيرا في العيادة تلك الليلة وتفضل الطبيب لان يوصلها ليطمئن عليها.. ولم يكن أمامه إلا أن يعلق بان هذا الطبيب على خلق كريم، لكن الناس في الحي لا يرحمون ، وكان أليق بها أن تجيء في طاكسي تدفع أجرته.. ولم ينطق بحرف بعدها، ولكن بدا عليها الامتعاض. فقد وضح أنها استقبلت ملاحظته بضيق صدر! انبرت الأم تلومه، وتبصره بأنه تزوج من سيدة شريفة مخلصة لعملها ولبيتها، ولا يجب أن يفكر كالآخرين، الذين يحركهم الحقد علي الناجحين، ويعذبهم الفشل الذي يعانونه، والمعاناة في حياتهم الزوجية، فلا يجدون متنفسا إلا سيرة الآخرين، وحقيقة حماس الحماة، هو أنها تريد أن تبقي علي فرحة الابن بزوجته الجميلة، والموظفة، والتي رفعت عن كاهلها أعباء كثيرة في عمل البيت، وحذرته من أن يلقاها بملاحظة أخري في المستقبل.. فالسيدة تعمل ليل نهار في سبيل ألا تطلق مرة أخري، وحثي لا يميل بختها.. وعليه ألا يستفزها أو يكرهها على أن تغضب منه الغضب الذي يأخذها إلى التفكير في تغيير حياتها أو على الأقل تندم علي ما أقدمت عليه، حينما فضلته على الكثيرين.. والأم إذ تتحدى بهذا الدفاع عن أخطاء زوجة الابن لا تتحرى الحقيقة فحسب وإنما ترد ولدها من أفكار سوداء بدأت تراود خواطره، لأنه ترك زوجته تسيطر على البيت، حينما تخلى عن بعض واجبه نحو البيت، وحملها مالا يجب أن تتحمله من مصروفات، ودون أن يدري منحها الحق في أن تكون صاحبة الكلمة النافذة وبالتالي فليس من حق أحد أن يناقش تصرفاتها خيرا أو شرا.فالذي يعطي يأخذ المقابل، والذي يأخذ عليه الخضوع، ولم تشأ الأم أن تصفعه بالحقيقة أمام زوجته، وانتهزت أول فرصة انفردت به، وهمست أن يكون أعقل من يسمع فيها كلام بعض أهل الحارة. بعضهم حاقد، وبعضهم حاسد، وبعضهم يكره آثار النعمة على غيره! وكانت على لسان أمه عبارات أخرى لم تقلها..

    ماذا تقصد الأم بهذا اللوم العنيف؟ إنها تدافع عنها لأنها بارة بها، تقربت منها أكثر منه، وعرفت كيف تكسب ودها بالهدايا الصغيرة، والمعاملة الحسنة.. هل لاحظت شيئا؟.. أم أنها ترسخ فيه الشعور بأن عليه أن يثق في زوجته، فلا يعطي أذنيه للحساد، والحاقدين؟ في يوم من نفس الأسبوع لم تعد من العيادة حتى الصباح، وحينما وصلت وهو يستعد للذهاب إلى عمله، أخبرته أنها صاحبت الطبيب في عملية ولادة متعسرة في مستشفى خاص، وأنها سوف تأخذ إجازة اليوم من المستشفى الحكومي، ومع ذلك عرضت أن تجهز له الإفطار، لكنه رفض معلنا غضبه ودخلت هي تنام، والأم تصر على القيام بدلا منها، لأنها متعبة يبدو عليها الإرهاق، وكانت بالفعل مرهقة.. لكنه لم ير ما رأته أمه.. فالذي شعر به يقينا هو كونها تتسرب من قبضته، وانه ينخلع عن رجولته وزوجيته. بينما بدأ ت هي تشعر بالألم و القلق كونها تبذل جهودا مضاعفة، وتقسو على نفسها من أجل الإبقاء على البيت، وهو ينفق كل دخله على ‘مزاجه’ ودون أي تقدير لمجهوداتها.. يشكو من إهمالها له، ويتهمها في ظنونه، ويستمع فيها كلام الناس، يعلن ذلك لوالدته التي تتصدى مدافعة عنها ولكنه لا يجرؤ أن يواجهها بهذه الظنون فهي تأمل أن يقف عند هذا الحد.. لأنه يعلم جيدا إذا لمح جادا بهذا الاتهام فسوف تترك له البيت، وتصر على الطلاق..! وعقب معركة صغيرة بينهما ألقت في وجهه بأنها تحمد الله أنها لم تنجب منه حتى الآن معنى ذلك أنها بدأت تندم، وتلك مشاعر خطيرة على زوجية من هذا النوع.. وحينما كانت تغضب منه، تترك فراشه إلى غرفة والدته.. لاسيما في الأوقات التي تكون الأم في السوق، وتتعلل بأن غرفة الأم أقل حرارة من غرفتها.. لكنه في كل مرة تفعل ذلك يدرك أنها غاضبة..! وعقب كل غضبة كانت تتدخل الأم بحزم لتعود المياه إلى مجاريها.. لكن الصمت يغلب وتسود الكلمات المقتضبة.. كلاهما في حالة عجز عن النقاء الزوجي الذي لا تشوبه شائبة كما كانا في الشهور الأولى.. هناك صراع فرض نفسه، لكنه الصراع الأخرس الذي لا يذهب، ولا يفصح عن نفسه! مع الشكوك التي أصبحت تراوده جاء عنده أحد الأشخاص من قدامى الحي، والذين يكن لهم احتراما، وأكد له في هدوء أنه ‘لا دخان بلا نار’ وأن الزوجة بذكائها كسبت صداقة الحماة حتى تغطي ما يمكن أن يكون إثما في حق الزوجية واعتذر له الرجل بان في وسعه أن يتأكد من ذلك، قبل أن يقدم على خطوة يندم عليها! وسكت الرجل بينما انصرف هو حائرا متجهما وكأنه ابتلع حفنة من ‘المسامير’ في جوفه.. امتلأت جمجمته بشرر من اللهب.. الآن أدرك لماذا تتصدى أمه للدفاع عنها بهذه الحمية والحماسة.. هناك هدايا مستمرة، ولولا أن هناك أخطاء ما كانت الهدايا بين الزوجة والحماة؟! انه يشعر منذ شهور بشعور المخدوع.. إن إهمالها المتكرر له، وإصرارها على أن تنام أكثر الوقت في فراش أمه، ليس له تفسير سوى أنها كرهته، وطردته من حياتها، فقط تنتظر الإعلان وطلب الطلاق الذي لن يعطيه لها! الآن فقط تأكد أن كل الخواطر التي كانت تناوشه ويطردها كانت على حق.. إنها أخطأت، واستمرت في الخطأ، وبداية الخطأ يوم أن لفت نظره إلى حضورها في منتصف الليل في السيارات الخصوصية. لكنه لم يكن يومها يستطيع أن يخلعها من حياته أو يستغني عنها.. أما الآن فهو لن يستغني عنها فقط، وإنما لابد أن ينتقم منها عقابا لها على خيانتها له! حاول أن يهرب من الصراع الذي في داخله.. فمضى إلى جلسة حمراء، وراح يروح عن نفسه بقوله بعض النكت، فيضحك ويضحك الآخرين.. ورغم ذلك ظلت الأفكار تطارده حيث قاطع السهرة واتجه إلى البيت.. كانت تنام في غرفة والدته، ورفضت أن تذهب إلى غرفته، وتوسلت إليه أمه أن يتركها، وفي الصباح سوف يذهب غضبها.. ونام حتى الصباح إذ قام من نومه، وخرج الى عمله معلنا غضبه.. لكنه كان يهرب من مواجهتها حتى لا يضعف أمامها ويصفح عنها.. كان مصرا على أن يظل حريصا علي غضبه، حتى يتمكن من الانتقام منها!بعد ساعتين قضاهما في رعاية الغضب الذي ينمو داخله.. ترك العمل، وذهب الى البيت.. فتح الباب تحسس السكينة التي يحتفظ بها دائما في جيبه.. نادى على أمه لم يجدها فذلك موعد خروجها إلى السوق.. تقدم من غرفتها.. رأي زوجته متكورة داخل الغطاء الخفيف.. اقترب في حذر، واضطراب.. خشي أن يحدث صوتا.. فتقوم فيرى وجهها فيضعف.. ازداد اقترابا من السرير حتى سمع أنفاسها تحت الغطاء.. أغمض عينيه، وانهال بالسكين من عند العنق حتى كل جسدها.. قد تكون صرخت.. لكنه لم يسمع.. ويده تصعد وتهبط…. قفزت الجثة تعتدل لكنها فشلت.. وتناثرت الدماء.. ازداد هياجا وازدادت يده صعودا وهبوطا.. حينما انزاح الغطاء والجثة تتخبط.. أدرك أنها أمه.. كانت الزوجة قد ذهبت الى عملها!!

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

error: Content is protected !!