دكالة 24:عدنان حاد
- – 14 –
سيف الدين قطز، المشهور بلقب قطز، هو محمود بن ممدود الخوارزمي، أحد ملوك مصر، ويعتبر ثالث سلاطين الدولة المملوكية، حكم مصر عام 1259م لمدة عام واحد فقط واغتيل في السنة التي تليها عام 1260م، وهو مسلم ابن مسلم مصري من أصل مملوكي، ورغم قصر فترة حكمه إلا أنها تعتبر من أهم فترات مصر وهو أيضاً اعتبر من أقدر حكامها لأنه خلال فترة حكمه استطاع التغلب على المغول ونصر المسلمين بعد أن أعاد ترتيب صفوف الجيش الإسلامي، بعد أن كاد المغول يهدد وجود الدولة الإسلامية في تلك الفترة . حيث ألحق الملك المظفر قطز هزيمة بجيش المغول في معركة عين جالوت، وعرف عبر العصور بعبارة شهيرة قالها في هذه المعركة وهي :” واه إسلاماه ..يا الله ..أنصر عبدك قطز على التتار “، حتى تمكن من هزيمتهم وتتبع جيوشهم إلى الشام ولاحقهم حتى حررّ بلاد الشام من براثمهم، ولقب قطز أي الكلب الشرس، هم من أطلقوه عليه عندما اختطفوه صغيراً وباعوه عبداً فقد أظهر شراسة ومقاومة كبيرة بالرغم من صغر سنه.
نشأته ولد قطز في أسرة ملكيّة في بلاد ما وراء النهرين، حيث كانت الدولة الخوارزميّة، لكن المغول استطاعوا القضاء عليها، وأخذوه عبداً وباعوه في دمشق. ترّبى قطز على يد خاله جلال الدين الخوارزميّ، الذي علمه فنون القتال، بعد أن استشهد والده في معارك المسلمين ضد التتار، وبعد بيعه كعبد لرجل من أثرياء الشام، قام هذا الرجل بتربيته وتعليمه اللغة العربيّة والدين والقرآن والحديث، ولكن بعد وفاته، أساء ابنه معاملة قطز، وباعه لثريٍّ آخر من أثرياء الشام، وكان هذا مدخله للحياة السياسيّة. حياته السياسيّة شارك قطز نجم الدين أيوب في قتال الحملات الصليبيّة التي وصلت لبلاد الشام وانتصروا عليها، ثمّ اشتراه الملك الصالح نجم الدين أيوب وضمّه لجيشه، فقد كان يكثر من شراء المماليك لدعم الجيش، وقد كان يعلمهم فنون القتال، والركوب على الخيل، ورمي السهام، وكان لتربيته على يد خاله ومعاصرته لحروبه ضد المغول أثراً كبيراً على قوته ومهارته، حقده وكرهه لهم أيضاً، مما جعله يترقى سريعاً في استلام المناصب في جيش الدولة الأيوبيّة، حتى أصبح المساعد الأيمن للأمير عزّ الدين أيبك.
. كان قطز شاباً وسيماً أشقر الشعر عفيفاً يغض بصره عن غير محارمه، بطلاً مغواراً يخوض المعارك ويقود الجيوش دون رهبة أو جبن، وكان نزيهاً متديناً مواظباً على الصلاة والصيام والأذكار، ارتبط بامرأة من بني قومه لم يرزق بمولود ذكر بل رزقه الله بابنتين لم يسمع عنهما شيئاً بعد رحيله.
بعد موت الملك الصالح، تولّى ابنه توران شاه الحكم، لكنه لم يكن أهلاً لها، فقد أساء معاملة الأمراء المماليك، وزوجة أبيه شجرة الدر، وكان متهوّراً في قراراته، فقام الأمراء المماليك بقتله بعد شهرين من تولّيه الحكم، واختاروا شجرة الدُّر لتكون الحاكمة، لكن ذلك لاقى شجباً شديداً من المسلمين في باقي الجولة الإسلاميّة، إذ لا يجوز الحكم لامرأة، فتنازلت شجرة الدُّر عن الحكم لعز الدين أيبك، وتزوجته، وبهذا تولّى المماليك الحكم، وبدأ عز الدين بقتال الدولة الأيوبيّة، إلّا أنّ شجرة الدر لم تكن راضية عن تصرفاته، بأنه لم يشاركها في الحكم، بل قرّر الزواج بأخرى أيضاً فعزمت على قتله، وأوكلت المهمة لخمسةٍ من غلمانها ففعلوا، وكان لأيبك ولدٌ في الخامسة عشر من عمره الطفل منصور نور الدين بن عزالدين أبيك تم تعيينه حاكماً على مصر وكان صغيراً جاهلاً وأدخل ذلك مصر في صراعات كبيرة وطمع بها الممالك البحرية ، فأمسك قطز زمام الأمور وقاد الجيوش، وبذلك تعزّزت مكانته بين المماليك، ونصِّب ملكاً لمصر بعد ثلاث سنوات من حكم الناصر، ليكون ثالث ملوك المماليك، فبدأ يعدّ العدّة لمواجهة المغول والتتار، فتتالت معاركه معهم، وكان أبرزها معركة عين جالوت في عكّا، ثم تلاها فتوحات دمشق وحمص وحلب.
قام الظاهر بيبرس أحد أمراء المماليك بقتل قطز، اثناء توجهه إلى القاهرة بعد حروبه التي قام بها، واختلف المؤرخون على السبب الذي دفع بيبرس للقيام بذلك.
المصدر : https://www.doukkala24.com/?p=11765