دكالة 24:رشيد صبار
نعود معكم أحبائي القراء من جديد على قصة من قصص سلسلة “اقرأ” للكاتب احمد بوكماخ الذي تربت على يد كتبه اجيال من المغاربة، ولا يزال الكثير من الشيوخ يتذكرونها بنوع من الحنين الطفولي تجر المغاربة للافتخار بكونهم خريجي مدرسة احمد بوكماخ، هذا الرجل الذي ظل حيا في قلوب المغاربة بكتبه.
فبعدما تناولنا في مقالات سابقة قصص”احمد والعفريت” “القرد النجار” ” الشعب والحكومة” “سلوى والجرس المنبه” ،هذه القصص التي اوحت بظلالها على المشهد السياسي المغربي،، فصار السياسيون ينعتون بعضهم البعض بالتماسيح والعفاريت.
ساتقاسم معكم قصة جديدة عنونها كاتبنا ب” الفأر الخياط”ويروي مايلي:
في قديم الزمان، لم يكن بين القط والفأر عداوة،حتى كان ذات يوم ذهب قط عند الفأر الخياط، ودفع إليه قطعة جوخ، وطلب منه ان يصنع له معطفا. وبعد اسبوع جاء القط يطلب المعطف، فقال الفأر، ان القماش لما غسلته ونشرته في الشمس، انكمش فقصر طوله، ونقص عرضه. فقال القط:<< وما العمل الان؟ >>فقال الفأر :<< ساعمل لك قبعة جميلة تتوج بها رأسك. >>فكتم القط غيظه،ووافق على اقتراح الفأر. انقضى اسبوعان،ثم جاء القط يطالب الفأر بالقبعة الجميلة، فقال الفأر :<< اني لم اتمكن من عمل القبعة، ولكني ساعمل لك كيسا تضع فيه حاجتك، >>لم يتمكن القط هذه المرة ان يكتم غيضه، فاندفع نحو الفأر يريد ان يمزق جسده، لكن الفأر هرب. ومنذ ذلك اليوم ،نشبت العداوة بين القط والفأر، تذكر الإهانة السابقة، وحاول القبض عليه.
لاتزال العلاقة العدوانية بين القطط والفئران من اكثر الأسئلة التي حيرت الكثيرين حول العالم، وحيكت حولها الكثير من الافلام والمسلسلات الكرتونية، ومن لا يعرف على سبيل المثال “توم وجيري” والذي يركز على هذه العلاقات المتوثرة بشكل كوميدي. واعتبرت عدة بحوث ان المشكلة بين القطط والفئران بدأت عندما ظهرت فئران المنزل والقطط في نفس الفترة الزمنية، وعندما لاحظ الناس المزارعون ان القطط تعرف التعامل مع هذه القوارض.
فكاتبنا احمد بوكماخ جميع قصصه التي تناولناها في السابق ،كان يتوقع وقائعها في المستقبل.
فبعد مرور اكثر من نصف قرن، كان يتوقع ان هناك فئران عديدة في صفة أناس سيتحايلون وسينصبون على المواطنين وليس على القطط فقط. النصب والاحتيال عالم واسع من خلال اساليبه ووسائله، وايضا من خلال تنوع الابتكارات من الاشخاص الذين باتوا <<محترفي نصب واحتيال>>والمشكلة ان الضحايا يتنوعون، فكثيرا منهم بسطاء ويتعاملون بحسن النوايا، فيكونون الفريسة الاسهل للنصابين.
الانتخابات ببلادنا على الابواب، فبدأت بعض الاحزاب السياسية، تخرج من غيرانها، وتخطط لطريقة وكيفية النصب والاحتيال على المواطنين لكسب اكبر عدد من الاصوات والمقاعد، مقدمين لهم برامج اغرائية، وغيرها من الشعارات، وتضخم لغة الوعد والوعيد، من اجل ايهام المواطن انهم يتوفرون على برنامج عملي اكثر منه نظري.
فبعدما تناولنا في مقالات سابقة قصص”احمد والعفريت” “القرد النجار” ” الشعب والحكومة” “سلوى والجرس المنبه” ،هذه القصص التي اوحت بظلالها على المشهد السياسي المغربي،، فصار السياسيون ينعتون بعضهم البعض بالتماسيح والعفاريت.
ساتقاسم معكم قصة جديدة عنونها كاتبنا ب” الفأر الخياط”ويروي مايلي:
في قديم الزمان، لم يكن بين القط والفأر عداوة،حتى كان ذات يوم ذهب قط عند الفأر الخياط، ودفع إليه قطعة جوخ، وطلب منه ان يصنع له معطفا. وبعد اسبوع جاء القط يطلب المعطف، فقال الفأر، ان القماش لما غسلته ونشرته في الشمس، انكمش فقصر طوله، ونقص عرضه. فقال القط:<< وما العمل الان؟ >>فقال الفأر :<< ساعمل لك قبعة جميلة تتوج بها رأسك. >>فكتم القط غيظه،ووافق على اقتراح الفأر. انقضى اسبوعان،ثم جاء القط يطالب الفأر بالقبعة الجميلة، فقال الفأر :<< اني لم اتمكن من عمل القبعة، ولكني ساعمل لك كيسا تضع فيه حاجتك، >>لم يتمكن القط هذه المرة ان يكتم غيضه، فاندفع نحو الفأر يريد ان يمزق جسده، لكن الفأر هرب. ومنذ ذلك اليوم ،نشبت العداوة بين القط والفأر، تذكر الإهانة السابقة، وحاول القبض عليه.
لاتزال العلاقة العدوانية بين القطط والفئران من اكثر الأسئلة التي حيرت الكثيرين حول العالم، وحيكت حولها الكثير من الافلام والمسلسلات الكرتونية، ومن لا يعرف على سبيل المثال “توم وجيري” والذي يركز على هذه العلاقات المتوثرة بشكل كوميدي. واعتبرت عدة بحوث ان المشكلة بين القطط والفئران بدأت عندما ظهرت فئران المنزل والقطط في نفس الفترة الزمنية، وعندما لاحظ الناس المزارعون ان القطط تعرف التعامل مع هذه القوارض.
فكاتبنا احمد بوكماخ جميع قصصه التي تناولناها في السابق ،كان يتوقع وقائعها في المستقبل.
فبعد مرور اكثر من نصف قرن، كان يتوقع ان هناك فئران عديدة في صفة أناس سيتحايلون وسينصبون على المواطنين وليس على القطط فقط. النصب والاحتيال عالم واسع من خلال اساليبه ووسائله، وايضا من خلال تنوع الابتكارات من الاشخاص الذين باتوا <<محترفي نصب واحتيال>>والمشكلة ان الضحايا يتنوعون، فكثيرا منهم بسطاء ويتعاملون بحسن النوايا، فيكونون الفريسة الاسهل للنصابين.
الانتخابات ببلادنا على الابواب، فبدأت بعض الاحزاب السياسية، تخرج من غيرانها، وتخطط لطريقة وكيفية النصب والاحتيال على المواطنين لكسب اكبر عدد من الاصوات والمقاعد، مقدمين لهم برامج اغرائية، وغيرها من الشعارات، وتضخم لغة الوعد والوعيد، من اجل ايهام المواطن انهم يتوفرون على برنامج عملي اكثر منه نظري.
ان برامج الاحزاب بمثابة وثيقة تعاقد بين الحزب والمواطن، وتبدأ عملية “الفأر والقط” يلزم الاول بتحقيق مجموعة من الوعود التي التزم بها اخلاقيا امام المواطن، بينما يبقى هذا الاخير مراقبا ولو بعين واحدة تحركات الاحزاب ومدى تنفيذ مخططها السياسي. لب هذا الخطاب، عدة اسئلة تطرح في هذا المجال، فماذا عن برامج الاحزاب السياسية المشاركة في هذه الانتخابات؟ وماهي هموم المواطنين التي يحملونها على عاتقهم؟ وكيف يتم اختيار النخب السياسية التي ستتنافس، وكيف يتم تقديمها للناخب.
هل ستحقق هذه الاحزاب أمنية المواطن بمشاركتها بحوالي 30 حزبا و ب 30 مشروعا، او برنامج يقترح حلولا ملموسة لمشاكل البلاد، ونستخلص من هذا اننا نتوفر على تعددية حزبية دون ان نتوفر على تعددية سياسية. عند اقتراب كل موعد انتخابي، تشعر الاحزاب السياسية بحاجتها الى تقديم برنامج اقتصادي واجتماعي يعبر عن مواقفها السياسية وفكرية وينبع من رؤيتها لتشخيص المشاكل الاقتصادية والاجتماعية وتقديم حلول لها. وغالبا ما تلجأ هذه الاحزاب الى تقديم شعارات اكبر متشابهة في برامجها لكن ترتطم بعد ذلك باستحالة تنزيلها على ارض الواقع، وهنا تخلق ازمة ثقة ناتجة عن عدم قدرة هذه الاحزاب على تجسيد شعاراتها على ارض الواقع حيث يوجد فرق شاسع بينها وبين طموحات مواطنيها وهناك اعتقاد سائد لدى عموم المواطنين بان اكثر ما تتطلع اليه الاحزاب وتسعى الى تحقيقه هو الوصول إلى السلطة والاستئثار بامتيازاتها من اموال وجاه ونفوذ، واذا كان التنافس السياسي قصد الوصول إلى السلطة من الحقوق المشروعة لاي حزب سياسي فلابد ان يكون في اطار رؤية اقتصادية واجتماعية تخدم مصلحة المواطنين والا فسينقظ في الآخير (القط على الفأر).
في ظل البطالة والوضع الاقتصادي الراكد،تتزايد محاولات الشباب للوصول الى أوروبا بحثا عن مستقبل افضل، وهذه العدوى انتقلت هي الاخرى الى القطط، بحيث تتبعنا خلال الايام الماضية وعبر الفضاء الازرق ومختلف المواقع الاخبارية خبر القط الذي هاجر سريا مع عائلة من الحسيمة إلى اسبانيا في قارب للهجرة السرية رفقة طفلة تبلغ من العمرعشر سنوات مع والديها وثلاثة من اخوتها، هذا ما كشفت عليه مصادر اسبانية، والقط تم الحاقه بمركز خاص للعناية به الى ان يتعافى ويسترجع قوته.
السؤال المطروح هل هذا القط هو الاخر يئس من معاملة الفئران وتحايلهم عليه؟.. أو بطريقة أخرى: هل علاقتنا بمنتخَبينا و سياسيينا وصلت فعلا لمرحلة العداوة و المطاردة مثلما يحدث بين القط و الفأر؟؟..
هل ستحقق هذه الاحزاب أمنية المواطن بمشاركتها بحوالي 30 حزبا و ب 30 مشروعا، او برنامج يقترح حلولا ملموسة لمشاكل البلاد، ونستخلص من هذا اننا نتوفر على تعددية حزبية دون ان نتوفر على تعددية سياسية. عند اقتراب كل موعد انتخابي، تشعر الاحزاب السياسية بحاجتها الى تقديم برنامج اقتصادي واجتماعي يعبر عن مواقفها السياسية وفكرية وينبع من رؤيتها لتشخيص المشاكل الاقتصادية والاجتماعية وتقديم حلول لها. وغالبا ما تلجأ هذه الاحزاب الى تقديم شعارات اكبر متشابهة في برامجها لكن ترتطم بعد ذلك باستحالة تنزيلها على ارض الواقع، وهنا تخلق ازمة ثقة ناتجة عن عدم قدرة هذه الاحزاب على تجسيد شعاراتها على ارض الواقع حيث يوجد فرق شاسع بينها وبين طموحات مواطنيها وهناك اعتقاد سائد لدى عموم المواطنين بان اكثر ما تتطلع اليه الاحزاب وتسعى الى تحقيقه هو الوصول إلى السلطة والاستئثار بامتيازاتها من اموال وجاه ونفوذ، واذا كان التنافس السياسي قصد الوصول إلى السلطة من الحقوق المشروعة لاي حزب سياسي فلابد ان يكون في اطار رؤية اقتصادية واجتماعية تخدم مصلحة المواطنين والا فسينقظ في الآخير (القط على الفأر).
في ظل البطالة والوضع الاقتصادي الراكد،تتزايد محاولات الشباب للوصول الى أوروبا بحثا عن مستقبل افضل، وهذه العدوى انتقلت هي الاخرى الى القطط، بحيث تتبعنا خلال الايام الماضية وعبر الفضاء الازرق ومختلف المواقع الاخبارية خبر القط الذي هاجر سريا مع عائلة من الحسيمة إلى اسبانيا في قارب للهجرة السرية رفقة طفلة تبلغ من العمرعشر سنوات مع والديها وثلاثة من اخوتها، هذا ما كشفت عليه مصادر اسبانية، والقط تم الحاقه بمركز خاص للعناية به الى ان يتعافى ويسترجع قوته.
السؤال المطروح هل هذا القط هو الاخر يئس من معاملة الفئران وتحايلهم عليه؟.. أو بطريقة أخرى: هل علاقتنا بمنتخَبينا و سياسيينا وصلت فعلا لمرحلة العداوة و المطاردة مثلما يحدث بين القط و الفأر؟؟..
المصدر : https://www.doukkala24.com/?p=11020