دكالة 24:
يحتل شهر رمضان في نفس كل مسلم مرتبة مهمة نظرا لما له من أجواء خاصة عند الكثير من الأشخاص ، حيث يحاول بعضهم إدخال كل ما له علاقة بالشهر الكريم في أدق تفاصيل حياتهم اليومية ، لكن كيف يرى أهل الفن و الأدب و الثقافة و الرياضة و الصحة و الاعلام والفاعلين الجمعويين …. و غيرهم رمضان و ما الذي يفضلونه ؟ و كيف يقضون نهار رمضان ؟ عشرة اسئلة تطرحها صفحة رمضانيات دكالة 24 عليهم من خلال استضافتهم على مائدة افتراضية، حتى يتعرف القارئ عليهم من جوانب مختلفة ربما لا يعرفها احد.
- إعداد: عدنان حاد
الاطار التربوي و الناشط الجمعوي الأستاذ عبد الكريم جبراوي
– 26 –
عبد الكريم جبراوي ، من مواليد أولاد افرج بإقليم الجديدة سنة 1962 ،تلقيت تعليمي القرآني بالكتاب التقليدي المعروف آنذاك بـ” جامع السي المصطفى ” بحي القلعة بالجديدة ، إلى حين بلغ عمري سن السابعة ، فكان السن والورقة الرسمية المسلمة من فقيه الكتاب بمثابة شرعية التسجيل في السنة الأولى ابتدائي ، حيث سجلت موسم 1969/1970 بمدرسة ولي العهد الأمير سيدي محمد آنذاك ( مدرسة محمد السادس ) حاليا ، وبها تابعت تعليمي إلى غاية السنة الرابعة ، نقلنا بعدها خلال موسم 1973/1974 لمتابعة الدراسة بالسنة الخامسة بمدرسة صفرو( البريجة حاليا) وهي نفسها السنة التي حصلت فيها على الشهادة الابتدائية
موسم 1974/1975 الأولى اعدادي بثانوية أبي شعيب الدكالي بالجديدة وهي نفسها التي تابعت فيها تعليمي الثانوي الى غاية موسم 1980/1981 حيث حصلت على شهادة الباكالوريا ..
مركز تكوين المعلمات والمعلمين بالجديدة ( المدرسة المركزية حاليا ) موسم 1981/1982 ، كان أول تعيين في موسم 1982/1983 كمعلم للتعليم الابتدائي تخصص لغة عربية بمجموعة مدارس أولاد السي عبو ( م م الشروقة حاليا) بفرعية الشروقة درست المستوى الأول
24 يوليوز 1993 تم انتقائي مركزيا لمهمة التفقد التربوي للتعليم الاولي وتم تثبيتي في المنصب بعد سنة تدريبية ومناقشة البحث التربوي على صعيد الوزارة بالرباط وكان موضوع البحث التربوي ” التربية الحس حركية بمؤسسات التعليم ما قبل المدرسي ” ، سنة 1999 التكليف برئاسة مكتب التعليم الأولي بنيابة الجديدة
سنة 2002 التكليف بمكتب التعليم الأولي والتربية غير النظامية ومحاربة الأمية
سنة 2005 التكليف بمصلحة محاربة الأمية والتربية غير النظامية بنيابة الجديدة
سنة 2010 التنسيق الجهوي لجهة دكالة عبدة في محاربة الامية والتربية غير النظامية
سنة 2016 وبعد صدور الهيكلة الجديدة للوزارة وزوال مصلحة محاربة الامية من هيكلة المديريات الإقليمية موظف بالمديرية تابع لمصلحة تأطير المؤسسات
سنة 2018 إلى الآن مساعد المراقب المالي لمديرية الجديدة
مراسل صحفي ، حيث تدرجت بعدة جرائد ورقية وطنية : النضال الديمقراطي ، الحركة ، التجمع ، رسالة الأمة ، العلم ، ثم الاتحاد الاشتراكي منذ 2014
كاتب رأي بجرائد المساء ، القلم ، ومواقع الجديدة اليوم ، بلا قيود
سابقا كاتب إقليمي للفرع الإقليمي للعصبة المغربية للتربية الأساسية ومحاربة الأمية
حاليا رئيس المركز الوطني للأدوار المدرسية بالمغرب
مشارك في التأليف : كتابي في التعليم الاولي ، القاموس الأولي (يصدر قريبا)
تنظيم عدة تظاهرات إقليمية ودولية :
- قرية المواطن الصغير بالجديدة 5 مواسم متتالية (2000/2001، 2001/2002 ، 2002/2003 ، 2003/2004 ، 2004/2005)
- الملتقى الإفريقي لجمعيات المجتمع المدني بمشاركة ممثلي عدد من الدول الافريقية سنوات 2006 بالجديدة ، 2007 بسيدي بنور و2018 بسيدي بنور
- التأسيس المبدئي الأولي للجامعة الافريقية للمجتمع المدني ( الرئاسة للسنغال ، النيابة الأولى للمغرب ، المقر الدائم المقترح المغرب )
- ما الذي يمثله رمضان بالنسبة لك في الطفولة و الآن ؟
شهر رمضان في فترة الطفولة التي عشناها كان بمثابة الشهر الجميل ، حيث أنه الشهر الذي كانت تتنوع فيه المأكولات فوق المائدة التي كانت تعرف أكلة واحدة في كل وجبة ما عدا حين حلول الضيوف ، نقضي النهار في شاطئ البحر القريب جدا من مقر السكن ، نلعب ونصطاد الأسماك الصغيرة بمعدات جد بسيطة ، كانت بأرجلنا كلها آثار أشواك قنفذ البحر أوالزفت الذي يرميه البحر ، أما ما بعد الطفولة حيث صار الإنسان بالغا ومسؤولا شرعا فالتعامل مع هذا الشهر تعامل دين وعبادة بكل ما في الكلمة من معنى : الصيام والعبادة التي يستحوذ فيها المسجد على أكبر وقت ليلا من خلال صلوات التراويح …
- ما هي أهم ثلاثة أمور تفتقدها في رمضان الحالي ؟
المسجد والصلاة ، في المسجد كأولى الأمور التي افتقدناها في رمضان لهذه السنة ، ثانيا حرية الحركة والتنقل ليلا كما نهارا حيث كنت أقضي فترة ما بين صلاة الظهر وصلاة العصر في خارج مدينة الجديدة ، وغالبا ما كنا نصلي صلاة العصر هناك في مدينة آزمور ونجول في أزقتها ونتبضع مما هو معروض على العربات المتنقلة أو بمتاجرها … كما أن ثالث ما افتقدته في رمضان هذا العام هو الجلسة في المقهى ما بعد تناول وجبة الفطور
- كيف تتوقع رمضان في المستقبل على ضوء التغييرات و المستجدات المستمرة ؟
أتمنى أن يكون رمضان السنة المقبلة خاليا من كل ما يشوب طبيعة الأمور ، أتمنى أن تكون الحياة عادية ولكن مع دروس يجب أن يستلهمها الإنسان من هذه الجائحة ، فهي على الأقل دفعت الانسان للاهتمام اكثر بالنظافة والوقاية الصحية ، وألزمت الناس بالبيوت حيث أحس الآباء بأهمية البقاء في البيت والتواصل مع الأبناء والتفاهم معهم وتعرف انتظاراتهم ومنهجية تفكيرهم …
- ماهي أجمل مواقف طفولتك في رمضان ؟
كنا نتشوق ليومين اثنين شوقا كبيرا : ليلة 27 حيث كان الكل يخرج إلى المساجد وكانت الأبخرة تتصاعد في كل مكان والأفران التقليدية تعج بأواني الحلويات التي يشرع الناس في إعدادها ليوم عيد الفطر، أما في يوم العيد فكنا نفرح بملابسنا الجديدة وبما جمعناه من نقود من أهلنا وأقاربنا .. فنهرع جريا الى مقربة من سينما الريف بالجديدة لشراء الخبز وسمك التون المعلب والممزوج بالفلفل اللزج ..
- ما الذي تحب فعله قبل الإفطار ؟
المساعدة في المطبخ لا سيما على مستوى قلي سمك السردين على وجه الخصوص ، كما أن لي هواية صنع معجن ” البغرير” بنفسي إضافة إلى طبخ الشاي..
- أهم ثلاث أكلات تفضل أن تراها على مائدة الإفطار ؟
البغرير بالزبدة والعسل ، والمسمن بالجبن والبيض ، وسمك السردين المقلي
- من هو الشخص المفضل لديك و تحب أن تدعوه لمائدتك ؟
في الحقيقة أحب اجتماع أفراد الأسرة جميعهم على المائدة ، أما الضيوف فكل ضيف يأتي مرحب به ولا نكلف نفسنا بغير ما نستطيع ، أما هذا العام فلا إمكانية لحضور ضيف …
- و لماذا؟
لأنه وبكل بساطة ، في ظل الحجر الصحي لا يمكن استقبال أي ضيف خصوصا وأن حركة التنقل ما بعد الساعة السابعة مساء ممنوعة ، بمعنى أن الضيف نفسه يفكر في ما بعد الإفطار وحالة الطوارئ الصحية .
- هل تتوقع رضى الجمهور عن برامج رمضان هذه السنة ؟
أية برامج ؟ إنها مهزلة الاستهتار بمشاعر المتفرج المغربي الذي صار يفضل القنوات الأجنبية على قنوات بلاده ، برامج ليس بها أي مغزى أو إفادات اجتماعية أو ثقافية أو دينية أو مجتمعية ،….. اذن هي برامج لا تعطي جديدا في وقت تمحي فيه كل شيء جميل كان ، وكأن الإبداع المغربي توقف نهائيا ، وأيضا كأن بطن ولادة المبدعين قد أصابها العقم …
- ما هو الشيء الطريف الذي وقع لك في رمضان و لازال عالقا بذهنك ؟
سنة 1984 كنت أعيش وحيدا في البيت ، اقتنيت سحوري وكان أساسه نصف لتر من الحليب ضمن علبة، وضعته في الثلاجة ( خانة التجميد) وكان الوقت حرا ، ولما دق منبه الساعة واستفقت لأتناول سحوري وجدت الحليب قد تجمد ، ووقت آذان الفجر يقترب ، فلم أجد أمامي سوى طنجرة صغيرة وضعت فيها الماء وأوقدت عليها الموقد الغازي الصغير ثم وضعت علبة الحليب ليدفأ ويزول التجمد ، وجلست بعيدا أدخن سيجارة ، وبعما انتهيت عدت لأتفقد الحليب فوجدت العلبة قد انفتحت بفعل الحرارة والحليب قد سال كله على الأرض ، أزلت كل شيئ وتناولت لبنا قديما حامضا ,, المهم تسحرت .
المصدر : http://www.doukkala24.com/?p=2922